المشير عبدالفتاح السيسى في الوقت الذي تستعد فيه مصر لترتيب الاحتفال بأداء رئيسها الجديد عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية لتولي مهام الرئاسة بصفة رسمية أدي ناريندار مودي رئيس الوزراء الهندي الخامس عشر اليمين الدستورية في احتفالية كبيرة في قصر الرئاسة بنيودلهي لتبدأ فترة جديدة في ظل حكم حزب بهاراتيا جاناتا الذي فاز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي أجريت مؤخرا في الهند. وحرص رئيس وزراء الهند الجديد علي تبديد المخاوف والقلق الذي أعربت عنه بعض الدوائر الإقليمية والدولية الرسمية من احتمال تغيير المواقف الرسمية للهند تجاه بعض القضايا الإقليمية والعالمية فأكد مودي في كلمته بعد أدائه اليمين الدستورية أن حكومته سوف تكرس مجهودها لاستكمال مسيرة التنمية في الهند والوصول بها إلي آفاق جديدة لصنع مستقبل مجيد للهند وقال: دعونا نحلم بأن تصبح الهند دولة قوية متقدمة تتسع لكافة الأطياف وتنخرط بفعالية مع المجتمع الدولي في العمل من أجل تعزيز قضايا السلام والتنمية في العالم. ومن الجدير بالذكر فإن الانتخابات الهندية والتي سارت بسلاسة علي مدي شهرين في الفترة من منتصف مارس إلي منتصف مايو هي من أهم وأكبر الانتخابات في العالم حيث تبلغ الكتلة التصويتية في الهند ما يزيد علي 800 مليون ناخب وهي انتخابات برلمانية لكون الهند دولة ديمقراطية ذات نظام برلماني ويتولي رئاسة الوزارة فيها زعيم الحزب الحاصل علي أغلبية الأصوات في البرلمان وقد حاز حزب مودي علي أغلبية كبيرة من جملة ما يزيد علي 500 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في الهند وهو مايمنح حكومته الجديدة بنيودلهي قوة وصلابة في إدارة الأمور. وفي المقابل فإن انتخابات الرئاسة المصرية والتي تعد الاستحقاق الثاني في خارطة الطريق قد أسفرت عن فوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بأغلبية كاسحة بلغت مايزيد علي 23مليون صوت من أصوات 25 مليونا شاركوا في العملية الانتخابية وهو ما يعني أن الرئيس المصري الجديد لديه قاعدة تأييد راسخة تتيح له اتخاذ القرارات الحاسمة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ذات الأولوية من أجل دفع مصر للأمام من خلال البدء بدعم الأمن والاقتصاد. وكأن مصر والهند علي موعد مع القدر من الجديد فالدولتان كانتا دائما شريكتين في الماضي والحاضر وهناك فرص قوية سانحة لاستمرار العلاقات الوطيدة فيهما في المستقبل القريب والبعيد. فالعلاقات بين مصر والهند امتدت علي مدي عصور تاريخية طويلة تمتد منذ عهد الملكة حتشبسوت وكل من الدولتين في العصور الحديثة كانت رمزا للثورة ضد قهر الاستعمار وكانتا شريكتين في تأسيس حركة عدم الانحياز وتحرص الهند دائما علي دعم علاقاتها الثنائية مع مصر والمنطقة العربية وهناك حجم هائل ومتدفق من الاستثمارات الهندية في مصر والمنطقة وهناك التزام مستمر بذلك رغم تغير الحكومات في الهند. مواقف ثابتة في حقيقة الأمر فإن فوز حزب «بهاراتيا جاناتا» بأغلبية المقاعد في البرلمان الهندي مما أدي إلي تولي «ناريندار مودي» رئيس الحزب رئاسة الوزراء أثار مخاوف البعض في منطقة الشرق الأوسط فمن المعروف أن حزب مودي له علاقات وثيقة مع إسرائيل ومن هذا المنطلق أكد السفير «نافديب سوري» سفير الهند لدي القاهرة أن السياسة الخارجية الهندية مواقفها ثابتة في إطار الحفاظ علي المصالح الهندية ولا تتغير بتغير الحكومات ونحن لا ننكر أن نيودلهي لديها علاقات جيدة مع إسرائيل فعلي سبيل المثال هناك تعاون في مجال تكنولوجيا الزراعة وخاصة أن تل أبيب لديها تكنولوجيا متقدمة في هذا المجال فلماذا لانستفيد من ذلك؟ ولكن هذا لايعني أن الهند سوف تغير موافقها من دول المنطقة فكلنا يدرك أن الهند تساند بقوة القضية الفلسطينية وتؤيد المواقف العربية والفلسطينية في هذا المجال وقد أوضحنا التزامنا بهذه القضية مرارا وتكرارا وسجلات الأممالمتحدة خير دليل علي هذه المواقف الهندية القوية والثابتة من القضية الفلسطينية. وأضاف السفير نافديب سوري بأن علاقات الهند مع الدول العربية قوية ومتنامية فنحن لدينا مايزيد علي 6 ملايين هندي يعملون في العالم العربي وأغلبهم لدي دول الخليج كما أن ثلثي الطاقة المستخدمة في الهند تأتي عبر العالم العربي فهناك مصالح متبادلة وقوية مع المنطقة ولايمكن لأي حكومة هندية تجاهل هذه الأساسيات. علاقات راسخة ومستمرة وأكد السفير الهندي لدي القاهرة تطلع حكومة نيودلهي للتعاون مع رئيس مصر الجديد وأشاد بنجاح مصر في استكمال خطوات خارطة الطريق مشيرا إلي أن مصر سوف تستكمل هذه الخارطة بالانتهاء من الانتخابات البرلمانية القادمة. وأوضح السفير نافديب سوري بأن الهند لم تنتظر استكمال خارطة الطريق ولم تنظر إلي أي استحقاقات منذ ثورة 25 يناير 2011 وكان هناك تبادل في الزيارات بين الدولتين علي مدي الثلاث سنوات السابقة وانعقدت اللجنة المصرية الهندية المشتركة خلال هذه الفترة وكان هناك تعاون مستمر مع كافة الحكومات المصرية لأن الهند حريصة علي دعم علاقاتها الثنائية مع مصر في كافة المجالات ولدينا تفاؤل بأن دعم الاستقرار في مصر بعد استكمال خارطة الطريق سوف يتيح فرصا جديدة لدعم سبل المشاركة المصرية الهندية لاسيما أن الهند لديها مشاريع استثمارية كثيرة في مصر والتي تعد بمثابة سفراء لمصر في الهند. وأكد السفير الهندي لدي القاهرة بأن كلا من مصر والهند لديها معاناة مع مظاهرة الإرهاب ولذلك فإن الهند منذ إطلاق الدعوة المصرية بأهمية انعقاد موتمر دولي لمكافحة الإرهاب كانت مؤيدة لانعقاد مثل هذا المؤتمر ولازالت.. واختتم تصريحاته مؤكدا أن مواقف الهند تجاه رئيس مصر الجديد إيجابية ونتطلع للتعاون مع القاهرة في كل المجالات لأن العلاقات المصرية الهندية هي علاقات راسخة وقوية ومستمرة وستبقي كذلك في المستقبل.