أعرب نافديب سورى سفير الهندبالقاهرة عن تفاؤله بمستقبل العلاقات المصرية الهندية بعد إجراء الانتخابات الرئاسية فى مصر، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة تبادل الزيارات لكبار المسئولين من الجانبين، حيث إن الهند تعد بلدا مهما بالنسبة لمصر، كما أن نيودلهى تتطلع نحو مزيد من التعاون مع القاهرة. وطالب نافديب سورى - خلال مؤتمر صحفى عقده اليوم الأربعاء بمقر السفارة الهنديةبالقاهرة - الشركات المصرية بالبحث عن فرص فى السوق الهندية، منوها بأن هناك وفدا هنديا يزور مصر حاليا لمتابعة مجريات الانتخابات الرئاسية بصفة دولة صديقة، وليس بصفة المراقبة مثل الاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى. وقال "إن الزيارات بين الجانبين لم تنقطع بعد ثورة 25 يناير، حيث عقدت اللجنة المصرية الهندية المشتركة برئاسة وزيرى الخارجية فى مارس 2012، فضلا عن زيارة الرئيس المعزول محمد مرسى للهند فى مارس 2013، بجانب زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى لنيودلهى كأول زيارة له لآسيا بعد توليه منصبه، مشددا على أن الهند تدعم بقوة عقد مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب، والذى دعت إليه مصر فى ضوء أن البلدين عانيتا كثيرا من هذه الظاهرة". وعلى صعيد الانتخابات الهندية، أكد سفير الهندبالقاهرة أن السياسة الخارجية للهند تقوم على أساس المصالح مع كافة الدول، وأن العلاقات الهندية مع العالم العربى تشكل أهمية كبرى نظرا إلى أن نحو 6 ملايين هندى يعملون فى الخليج، وأنها تحصل على ثلثى احتياجاتها من الطاقة من العالم العربى الذى يعد أيضا أكبر شريك تجارى لنيودلهى. وقال "إن الانتخابات التشريعية التى أجريت فى الهند تعد الأكبر من نوعها، حيث شارك فيها نحو 553 مليون ناخب هندى، بما يمثل 40ر66% وبنسبة ارتفاع 9% عن الانتخابات السابقة، موضحا أن التجربة الهندية فى مجال الانتخابات تتمثل فى وجود مفوضية انتخابات دائمة لمدة خمس سنوات، وهى تشرف على الانتخابات على مستوى البلاد والولايات والبرلمانات المحلية، كما أنها تتمتع بالاستقلالية ولها ميزانية خاصة بها". وأضاف أنه تم استخدام 8ر1 مليون ماكينة تصويت إلكترونى فى الانتخابات الأخيرة، والتى تتميز أنها تعمل فى كافة الأحوال المناخية وبدون كهرباء ومصنعة محلية بتكلفة منخفضة تبلغ أقل من 300 دولار، لافتا إلى أن أجندة حزب "بهاراتيا جاناتا" الفائز فى الانتخابات تركزت على أساس الاهتمام بتحقيق التنمية وليس على أساس دينى، حيث أن الهند جمهورية علمانية وفقا للدستور. وأوضح سفير الهندبالقاهرة أن الهند تتمتع بعلاقات طيبة مع جميع دول العالم، بما فى ذلك إسرائيل التى تمتلك تكنولوجيا عالية فى مجال الزراعة، والتى تمت الاستفادة منها فى ولاية "جوجارات"، مشددا على أن نيودلهى تدعم بقوة القضية الفلسطينية وأن موقفها لن يتغير باختلاف الحكومات. ونوه بتمتع الهند بعلاقات قوية مع الولاياتالمتحدة، حيث نجح رئيس الوزراء السابق مانموهان سينج فى تحقيق إنفراجه فى فترة ولايته بتعزيز التعاون الهندى - الأمريكى فى مجال الطاقة النووية للاستخدامات السلمية. وردا على سؤال حول مذبحة "جوجارات" عام 2002، قال سفير الهندبالقاهرة "إنه لا يوجد أحد ينكر هذه الحادثة التى وقعت أثناء حكم حزب "بهاراتيا جاناتا"، والتى وصفها رئيس الوزراء الهندى حينئذ بأنها "نقطة سوداء على جبين الأمة"، مشيرا إلى أنه تم إجراء تحقيقين حول هذه المذبحة، أكدا عدم تورط نارندرا مودى رئيس الوزراء الهندى الحالى فيها.
