احتفلت دار الهلال بالكاتب الأديب يوسف القعيد بمناسبة بلوغه سن السبعين،وحضر هذا الاحتفال عدد من الأدباء والمفكرين ومن بينهم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل. وقد عرفت يوسف القعيد عن قرب، لأنه بلدياتي من أبناء محافظة البحيرة من جهة، ولأنه يجمعني به حبي للفن والأدب، ذلك الذي عبر عنه الشاعر أبو تمام، وهو يتحدث عن الصداقة التي تجمع بين محبي الشعر والأدب والفن في قوله لصديقه الشاعر علي بن الجهم: إن يُكد مطرف الإخاء فإننا نغدو ونسري في إخاء تالد أو يختلف ماء الوصال فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد أو يقترن نسب يؤلف بيننا أدب أقمناه مقام الوالد لقد بدأ الرجل مشواره الأدبي بكتابة الرواية، وأبدع في هذا المجال مما جعله واحدا من نجوم هذا الفن، كما أنه كتب المقال السياسي والأدبي بأسلوب جذاب مما قربه للقارئ لسهولة أسلوبه، وخلفيته الثقافية فهو قارئ نهم في مختلف فروع المعرفة. وقد كتب مقالا في الأهرام متحدثا عن الأدباء الذين كتبوا سيرة حياتهم، مشيرا إلي قصر الحياة مهما امتدت وهؤلاء الذين كتبوا عن سيرة حياتهم.. إنما يتحدثون عما تركوه في دنيا الناس من تراث. وحكاية الخلود الأدبي تذكرني بقول أبي العلاء المعري وهو يتساءل: وماذا بعد خلود مائة عام سوي النسيان.. وأذكر أني سألت أديبنا الكبير نجيب محفوظ: هل يكتب من أجل الخلود.. في معرض الحديث عن النقد؟ يومها ابتسم الكاتب الكبير وقال ما ملخصه إنه يريد أن يعبر من خلال عمله الأدبي عن ذاته، ومن هنا فلم يحدث أن رددت علي ناقد كما أنه لم يحدث أنني أهملت قول ناقد، ولعل السبب الأساسي في ذلك هو أنني أعتقد أن الرد علي ناقد من اختصاص ناقد آخر، وليس من اختصاص المؤلف الذي قال كل ماعنده في أدبه المنقود ، ولأنني أعتقد أن نقد الدنيا والآخرة لايستطيع أن يرفع عملا أو يخفضه عما يستحق درجة. وقال أيضا: وأنا أحب دائما أن أعرض عملي الفني لعوامل الانتخاب الطبيعي، فإذا كان يستحق الموت لمجرد أن ناقدا هاجمه، فمن الخير أن يموت، وإن كان مقدرا له البقاء فسيبقي.. مهما يكن من شيء فإن أديبنا الكاتب يوسف القعيد قدم فنا جميلا سيبقي بلا شك، لأنه كان تعبيرا صادقا عما كان يحسه تجاه وطنه، ولأنه كان صادرا عن مشاعر أديب، وإحساس إنسان مثقف واع بقضايا مجتمعه، والمشاكل الحياتية لمواطنيه. تحية للكاتب الأديب يوسف القعيد بمناسبة بلوغه السبعين وتمنياتي له بطول العمر مع الإنتاج الأدبي الذي يثري الحياة، ويضيف جديدا لحياتنا الثقافية.