مساء الأحد القادم تختتم علي مسرح الهناجر عروض مهرجان المسرح العربي الذي بدأت فعالياته الأسبوع الماضي، وتستمر إحدي عشرة ليلة، شهد حفل الافتتاح حضور سميحة أيوب رئيس المهرجان، والدكتور عمرو دوارة مؤسس ومدير المهرجان وعصام عبد الله الأمين العام وشهد الحفل تكريم المبدعين العرب وأعضاء لجنة التحكيم ولجنة المشاهدة مهرجان "المسرح العربي عرس ثقافي وفني كبير ينتظره سنويا جميع عشاق المسرح ليس في مصر وحدها فحسب بل في جميع الدول العربية الشقيقة، حيث تتنافس كبري الفرق المسرحية علي المشاركة بفعالياته وتمثيل دولها، وهو يثبت بانتظام دوراته وتكامل وتطور أنشطته وبصورة غير قابلة للشك - أن مؤسسات النشاط الأهلي تستطيع إذا أحسن توظيف وتوجيه أنشطتها أن تقوم بدور هام وفعال في خدمة المجتمع ونشر القيم السامية والنبيلة وفي الارتقاء بمستوي الوعي العام، ولعل من أوضح الأمثلة علي ذلك حرص االجمعية المصرية لهواة المسرحب (ستة آلاف عضو بالعاصمة والأقاليم) علي تنظيم هذا المهرجان الكبير سنويا وبتكلفة إجمالية لم تتعد في أي دورة مبلغ خمسين ألف جنيه شاملة انتقالات وإقامة الوفود العربية (أكثر من مائة وخمسين فنانا) يمثلون مختلف مفردات العرض المسرحي سواء كانوا من المكرمين أو أعضاء لجنة التحكيم أو أعضاء الفرق المسرحية المشاركة. الدورة الحالية تستضيف عشر فرق مسرحية تمثل عشر دول: فرقة "محترف بغداد المسرحي" (العراق)، فرقة "المعهد العالي للفنون المسرحية" (الكويت) فرقة "معهد الفنون الجميلة" (لبنان)، فرقة "دائرة المسرح" (المملكة الأردنية)، فرقة ورشة العمل المسرحي بالرس (المملكة السعودية)، فرقة "مسرح عدن" (اليمن)، فرقة المسرح القومي ببنغازي (ليبيا)، فرقة نادي المرأة بفاس (المغرب)، فرقة مؤسسة دروب (تونس)، فرقة "رؤي" (الجزائر)، وهو ما عجزت عن تنظيمه الدولة ممثلة في وزارة الثقافة منذ توقف دورات "مهرجان القاهرة الدولي لمسرح التجريبي عام 2010؟ وذلك بالرغم من تعدد المحاولات التي باءت جميعها بالفشل نظرا لأنها جميعا قد بالغت في تقدير الميزانيات المطلوب اعتمادها وابتعدت عن روح التضحية والهواية الحقيقية التي اتسمت بها تجربة تنظيم مهرجان المسرح العربي. والمتتبع لهذا المهرجان منذ تأسيسه مع بداية الألفية الجديدة يمكنه رصد كثير من الظواهر الإيجابية التي يمكن إجمالها في النقاط التالية: - استضافة كبري الفرق المسرحية من مختلف الأقطار العربية الشقيقة ومن بينها علي سبيل المثال: الفرقة القومية، محترف بغداد المسرحي، فضاء التمرين المستمر (العراق)، المنصف السويسي، سنديانة، تيوليب للإنتاج الفني ألاسكا للإنتاج المسرحي (تونس)، المسرح الحر، طقوس (المملكة الأردنية)، رابطة الفنانين بطرابلس، المسرح القومي ببنغازي (ليبيا). - الحرص في اختيار المكرمين وأعضاء لجان التحكيم، وكذلك الحرص أيضا علي الاستفادة من خبرات كبار الفنانين حيث تولي رئاسة الدورات السابقة: د.هدي وصفي، د.هاني مطاوع، د. سامح مهران، محمود ياسين، محمد صبحي، أو أسماء رؤساء لجان التحكيم: حمدي غيث، محمود الألفي، محمود الحديني، محفوظ عبد الرحمن، أشرف عبد الغفور، جلال الشرقاوي، أحمد عبد الحليم، د.كمال عيد، فهمي الخولي لنتأكد من التوفيق في الاختيارات بصفة عامة. - مشاركة عدد كبير من رموز وأعلام المسرح العربي بفاعليات الدورات المختلفة ومن بينهم: د.عوني كرومي، د.فاضل خليل، د.عقيل مهدي، فاطمة الربيعي، عزيز خيون، عواطف نعيم، فخري العقيدي، محمود أبو العباس، د.هيثم عبد الرزاق، سهيل البياتي، قاسم مطرود (العراق)، حاتم السيد، نبيل نجم، غنام غنام، حكيم حرب، مجد القصص، قمر الصفدي، عبد الكريم الجراح، د.فراس الريموني، فراس المصري (المملكة الأردنية)، عبد العزيز السريع، فؤاد الشطي، منصور المنصور، د.حسين المسلم، أمل عبد الله، كاملة لعياد، د.فهد السليم، عبد الله عبد الرسول (الكويت)، د.عبد الكريم جواد، طالب البلوشي، شمعة محمد (سلطنة عمان)، د.حسن رشيد، غانم السليطي، حمد الروميحي، حسن حسين، حمد عبد الرضا (قطر)، د.محمد يوسف نجم، د.إيلي لحود، د.وطفاء حمادي، د.هشام زين الدين (لبنان)، علي مهدي، يحيي الحاج، السر السيد (السودان)، عز الدين مدني، المنصف السويسي، المنجي بن إبراهيم، زهيرة بن عمار (تونس)، محمد بن قطاف، د.مخلوف بكروح، د.إبراهيم نوال (الجزائر)، عبد الكريم برشيد، بديعة الراضي، عبد الحكيم بن سينا (المغرب). - إلغاء التنافس بين الفرق العربية وقصر المسابقة الرسمية علي الفرق المصرية فقط، مع منح جميع الفرق العربية درع المهرجان وشهادة تقدير لكل عضو مشارك، وهو التقليد الذي اتبع بعد ذلك بكثير من المهرجانات العربية الكبري مثل مهرجان دمشق ومهرجان قرطاج ومهرجان لفجيرة للمونودراما، هذا مع الحرص علي تشكيل لجنة تحكيم عربية لتحكيم العروض المصرية. - الحرص علي تمثيل كل تجمعات الهواة بالمهرجان حيث تشارك فرق من المسرح المدرسي والجامعي ومراكز الشباب ومراكز الفنون والمسرح العمالي والشركات وكذلك من المسرح الإقليمي (فرق هيئة قصور الثقافة)، وفرق الكنيسة المصرية، المراكز الثقافية الأجنبية، وذلك بخلاف عدد كبير من فرق الهواة الحرة والمشهرة والفرق المستقلة. - تكامل الأنشطة المسرحية، حيث لا تقتصر فعاليات المهرجان علي تقديم عرضين يوميا (أحدهما عربي مستضاف والآخر لفرقة هواة مصرية)، ولكن تتضمن أنشطة المهرجان أيضا ندوات تطبيقية لمناقشة وتحليل العروض، وندوات تنظيرية (مائدة مستديرة) لمناقشة بعض القضايا المسرحية، وإصدار بعض المطبوعات كالنشرة اليومية والكتاب التذكاري، ووذلك بخلاف تنظيم لقاءات يومية مع المكرمين.