قمة أوباما مبارك فى واشنطن وإطلاق المفاوضات المباشرة أكد حضور الرئيس مبارك لقمة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أن القيادة المصرية ستظل كما كانت دائما حريصة علي مساندة الحق الفلسطيني من جهة ومن جهة أخري أثبتت مرة أخري أن دورها المحوري أساسي لتحقيق سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط. وقد حرص الرئيس الأمريكي أوباما علي الإعراب عن شكره وتقديره لجهود الرئيس مبارك في دفع جهود التسوية السلمية وقد أعلن ذلك بصراحة ووضوح أكثر من ثلاث مرات خلال الأسبوع الماضي، كما أكدت الإدارة الأمريكية وخبراء السياسة الخارجية وفي مقدمتهم السناتور شاك هيجل والسيناتور جوليبرمان وبرنت سكوكروفت وزبجنيو برينسكي وكلهم تولوا رئاسة مجلس الأمن القومي الأمريكي أن مصداقية وحكمة السياسة المصرية الرشيدة كانت وراء أي تحرك جاد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. وفي واشنطن وبالقاعة الشرقية بالبيت الأبيض وأمام عدسات وسائل الإعلام العالمية وقف الرئيس مبارك بطل الحرب وصانع السلام ليقول: »لقد شاءت الأقدار أن أكون شاهد عيان علي أحداث منطقتنا.. في سنوات الحرب والسلام.. خضت معارك الشرق الأوسط وحروبه.. وشاركت في مسيرة السلام منذ اليوم الأول.. لم أدخر جهدا للدفع بها إلي الأمام.. ومازلت متطلعا لاكتمالها ونجاحها«. وحرص الرئيس مبارك علي أن يوضح رؤية مصر لمرجعية هذه المفاوضات المصيرية فأوضح أن ملامح التسوية المقبلة قد وردت فيما تضمنته معايير كلينتون لعام 2000 وماتلاها من تفاهمات في طابا مع الحكومة الإسرائيلية السابقة واخيرا ماورد في بيان الرباعية الأخير.. وفي الوقت الذي دعا فيه الرئيس مبارك إسرائيل لجعل السلام الشامل هدفا ومد اليد لتلاقي اليد العربية الممدوة بالسلام فقد أكد للرئيس محمود عباس أمام العالم كله أن مصر ستواصل عملها المخلص لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة علي الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. ومن جهة أخري وفي إطار مخاطبة الرأي العام الأمريكي أوضح الرئيس مبارك في مقال نشر بجريدة النيويورك تايمز بعنوان »خطة سلام في متناول يدنا« أن العقبة النفسية تعوق الاتفاق من جراء استمرار الاستيطان والعنف كما أعرب عن استعداد مصر لجولات المفاوضات التالية بمشاركة مصرية فاعلة وتعاون وثيق مع الولاياتالمتحدة. وناشد الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي علي العمل من أجل أن تكون جولة المفاوضات القادمة هي الجولة التي تحقق النجاح مشيرا إلي أن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيجلب شعاع الأمل إلي الشرق الأوسط والعالم أجمع. وعلي الرغم من أن ردود الفعل الإعلامية قد اتسمت بالحذر والتردد فإن الالتزام الذي أبداه الرئيس أوباما بالعمل كشريك فاعل ودائم في المفاوضات قد أحيا بعض الأمل في إمكانية التوصل إلي التسوية السلمية التي يري الرئيس الأمريكي أنها تمس المصالح الأمريكية مباشرة. وتشير مصادر مطلعة إلي أن الرئيس أوباما حرص علي أن يجعل من القاهرة منبرا يمد من خلاله يده للعالم العربي والإسلامي فإن اعتماده علي رؤية مصر الحكيمة لسلام واستقرار الشرق الأوسط ستدفعه للعودة قريبا لمصر بهدف دفع جولة المفاوضات القادمة التي ستعقد في شرم الشيخ. وعلي الرغم من أن أسلوب إسرائيل في المراوغة أمر لايمكن أن نغفله فإن قيام نتنياهو بالإعلان أمام العالم أثناء الجلسة الأولي لإطلاق المفاوضات والتي عقدت بوزارة الخارجية الأمريكية بمشاركة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن الرئيس الفلسطيني شريكه في العمل من أجل التسوية تنفي ما تردده إسرائيل دائما بأنها لاتجد شريكا في المفاوضات.. وقد أكدت هيلاري كلينتون في بداية هذه الجلسة أن مساندة واشنطن ورعايتها للمفاوضات ستكون من خلال دور فاعل ونشط ودائم. ولكنها أوضحت أن الولاياتالمتحدة لن تفرض الحل الذي يجب أن يكون نابعا من توافق الطرفين. وجاء رد محمود عباس بالتأكيد علي تمسك الجانب الفلسطيني بالشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن كمرجعية للمفاوضات. وقد بدت بعض البوادر الطيبة للمفاوضات عندما أعلن جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في الشرق الأوسط أن هناك اتفاقا إسرائيليا فلسطينياً علي وضع اتفاق إطاري يوضح التنازلات والنقاط الأساسية التي تؤدي إلي التوصل إلي اتفاق شامل لإنهاء النزاع وإقرار سلام دائم بين الجانبين. كما أوضح ميتشيل أن هناك توافق آراء فيما بين الجانبين علي إدانة كافة أعمال العنف التي تستهدف المدنيين الأبرياء والتعهد بالعمل سويا للحفاظ علي الأمن.. والتأكيد علي هدف مشترك بإنشاء دولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وحل النزاع بما يكفل إنشاء دولة فلسطينية قابلة للبقاء إلي جانب حدود آمنة لإسرائيل.. والاتفاق علي إتمام المفاوضات خلال عام واحد بهدف حل كافة الموضوعات الأساسية.. وخلق مناخ من الثقة ومنع الاستفزاز خلال المفاوضات.. وعقد الاجتماع القادم يومي 14 و15 سبتمبر الجاري ثم مرة كل أسبوعين بعد ذلك. وإذا كان هناك شعاع من الأمل وفرصة لنجاح المفاوضات فإن تعهد الإدارة الأمريكية بوضع ثقلها خلف هذه المفاوضات يتطلب شجاعة وإقداما من قبل الرئيس أوباما خاصة أنه يتعرض لحملة دنيئة من قبل جماعات معارضة لسياسته.