السىسى رئىسى أكثر من تقرير صدر منذ أيام في الصحف البريطانية.. وهيئة الإذاعة البريطانية عن حزب الأغلبية في مصر.. المسمي ب: »الكنبة«.. المحللون والمعلقون والكتاب والصحفيون البريطانيون.. ركزوا علي الأغلبية الصامتة المصرية.. خلال الثلاث سنوات الماضية.. وخلال استحقاقات الرئاسة والبرلمان القادمين.. وهل ستكون هذه الأغلبية هي الحاكمة في الرئيس القادم لمصر.. ولبرلمانها الجديد بعد إقرار وثيقة الدستور؟ أم ستفجر المفاجأة.. وتظل مستمرة في جلستها التي لم تغادرها إلا في مرات قليلة جدا؟! قالوا.. إن مزاج حزب أهل »الكنبة«.. هو الوحيد القادر علي ترشيح فلان لرئاسة الجمهورية.. أو ترشيح نائب لمقعد في البرلمان القادم.. وحسب هذا المزاج يضع الساسة بكافة مستوياتهم.. تقديراتهم إما بخوض التجربة.. أو الانتظار لإرضاء أهل الكنبة في فرصة مواتية. والمشكلة .. كما يقول هؤلاء المحللون.. أن أعضاء هذا الحزب الصامت.. لا تعرف لهم وجودا ماديا.. بل إن وجودهم معنوي.. والكل في مصر.. يعرف قدرهم تماما.. فهم بلا حزب.. ولا قائد.. ولا توجهات دينية أو سياسية أو أيدلوجية، ولذا نجد من بينهم : السلفي والإخواني الذي تبرأ من الجماعة.. والناصري علي مباديء عبدالناصر في العدالة الاجتماعية ونصرة الفقراء.. والرأسمالي ذا التوجه لاقتصاديات السوق والانفتاح علي الغرب. بل نجد من بينهم الساداتي الذي يجد في فكر أنور السادات.. المخرج الوحيد لمشاكل مصر كلها. والمباركي علي مبدأ أن مبارك هو الزعيم الوحيد الذي كفل لمصر الأمن والأمان خلال 30 عاما كاملة.. هي فترة حكمه الطويلة لمصر. متناسين ما اقترفه هو وزوجته وأولاده وحاشيته.. من ذنوب أدت لثورتين في 25 يناير منذ 3 سنوات. وفي 30 يونيو الماضي. ومقر هؤلاء.. هو المنزل.. حتي عندما قرروا النزول للشارع لتأييد الفريق عبد الفتاح السيسي.. لم يخرجوا كلهم.. بل خرج نحو النصف منهم حسب بعض التقديرات.. ونحو الثلث حسب تقديرات أخري.. وفي الثورة الأم.. لم يخرج إلا النادر منهم.. حسب أغلب التقديرات. وهو ماظهر بوضوح.. في كل الاستفتاءات والاستحقاقات الانتخابية. بعد عزل مبارك. فقد كانت مشاركتهم ضئيلة مقارنة بالتيارات الأخري.. خاصة في الاستفتاء علي الدستور الأول في عام 2012.. وكان مبرر خروج بعضهم هو الاستقرار ليس أكثر ولا أقل. وقلت النسبة.. أيضا في مشاركات رئاسية وبرلمانية.. وكادت أن تتقدم في انتخابات الشوري السابقة. ويقول المحللون البريطانيون.. إن حزب الكنبة.. خرج وبوضوح في 30 يونيو الماضي معلنا لأول مرة علي الملأ عن نفسه.. ووصل الأمر وبسخرية عرفت عن المصريين.. أن خرج بعض أعضائه للشارع وهو يصطحب الكنبة الخاصة به.. ليجلس عليها في عرض الشارع.. معلنا عن نفسه وتياره الصامت. وفي الاستفتاء الأخير .. حول دستور عام 2013. كان الوضع ملفتا.. وداعيا للتحليل والنسبة التي أعلنت حول المشاركة فيه.. فإن النسبة تؤكد أن حزب الكنبة.. لم يحشد كل قواه التصويتية حتي هذه اللحظة.. ربما لعدم اقتناعه الكامل بحدوي المشاركة الكاملة - وربما انتظارا لفرصة أفضل للمشاركة في استحقاقي: الرئاسة والبرلمان القادمين.. وهو الاختبار الحقيقي. إما لقوة هذا الحزب الصامت.. أو لاقتناعه بكل ما تبثه الآلة الإعلامية المصرية العملاقة.. حول المؤسسة العسكرية.. وترشيح الفريق السيسي للرئاسة.. كأمل لمصر القادمة. ويقول المحللون ذاتهم.. خاصة محلل ال B.B.C إن هناك سببا آخر.. لقلة المشاركة وهو فوضي الاستفتاءات.. أو بمعني آخر فإن الاستفتاء الأخير كان هو الثالث خلال 3 سنوات فقط.. بعد استفتاءي مرسي والمجلس العسكري الأول. وفي المستقبل هناك عدة عوامل مازالت تؤثر في قرار أغلبية »حزب الكنبة« في المشاركة من عدم.. فهناك مثلا: مدي وفاء المرشح المحتمل للرئاسة أيا كان اسمه لوعوده حتي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.. ببرنامج محدد وزمني خلال فترة رئاسته للبلاد خلال ال 4 سنوات القادمة. وهناك ضرورة توافق القوي السياسية الوطنية بما فيها حزب الكنبة علي مرشح قوي يلتف حوله أغلبية الجميع. وهناك بالطبع.. الدعاية القادمة لمرشحي الرئاسة.. وهل ستكون منحازة تماما مثل الدعاية للدستور الجديد.. وهو ما سيؤدي بالطبع لنتائج عكسية قد ترغم أغلبية حزب الكنبة.. علي البقاء داخل منازلهم.. ورؤية مايحدث من خلف الجدران.. كالعادة..!