حين تطوعت وغيري، بمساعدتها في حمل حقائبهاالكثيرة، بينما كانت السيدة المنتقبة تتهيأ لركوب القطار المتجه الي الاسكندرية وسط زحام محطة مصر عصرا قالت: "رمضان مبارك عليكو"، وعليكي ياحاجة وعلي الامة الاسلامية، هكذا قلت. لكن ما ان قال أحد من عاونوها غيري بعفوية: "بالسلامة ياحاجة..رمضان كريم"، حتي فاجأته بصوت حمئ متلعثم قائلة: ماتقولش رمضان كريم ده شرك يابني. وبينما كانت تبحث عن رقم مقعدها في العربة الاولي بالقطار الفرنساوي، راحت تمتم علي مسمع من البعض قائلة:" الله هو الكريم ياجماعة، هو العاطي، مش رمضان، لازم نفرق ، رمضان شهر مبارك مش كريم". بلا مناسبة دخلت "الحاجة"- بحسب ما كان يناديها البعض- في جدل عقيم مع بعض من جاوروها في محيط مقعدها، لم يغثني من عبثهم ولهو الافتاء بين متفق ومعارض، إلا التهيؤ للنزول بمحطة بنها. للحقيقة، لم اكن اعلم حين قررت البحث عبر الانترنت عن الراي الشرعي في المسألة، ان العالم الجليل فضيلة الشيخ ابن عثيمين مفتي السعودية رحمه الله– من افتي بعدم صحة التهنئة بشهر الصوم بالقول "رمضان كريم"، علي اجتهاد منه بأن رمضان لا يعطي حتي يكون كريما انما هو الله تعالي صاحب الفضل، وان الاصوب القول:"رمضان مبارك"، غير انني في المقابل، تابعت آراء لعلماء معتبرين اعضاء بمجمع البحوث الاسلامية، خالفوا بالاجماع فتوي ابن عثيمين، من حيث انه لا مانع شرعا أن يتداول الناس فيما بينهم عبارة"رمضان كريم" اذ لا دليل يمنع ذلك. حسم الجدل عندي، اشارة دار الافتاء المصرية عام 2006الي أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال عند حلول رمضان:" لقد اظلكم شهر كريم مبارك"، قبل ان يوضح الدكتور مجدي عاشور مسشار المفتي مثلا، ان اطلاق صفة الكرم علي رمضان، انما لما فيه من تفضل الله تعالي علي عباده من الخير والبركة ومضاعفة الاجر، مشيرا الي ان المصريين يقصدون بها ان كرم الله تعالي علي الصائم يزداد في هذا الشهر، وان رد الناس ب "الله اكرم"، تعني يارب زدنا في كرمك في هذا الشهر. خلص الكلام، ولسان حالي يردد فرحا: رمضان كريم وحياتك ياحاجة! [email protected]