النقد ليس كيلاً للشتائم.. عبارة في بداية أي حوار أصبحنا نسمعها.. ولكن للأسف فإن بعض مستخدمي هذه العبارة لا يلتفتون لها عندما يشاركون في حوارات تتناول قضايا هامة أو في بعض الأحيان يتناسونها عند أي حوار.. فالشتائم عند البعض الطريق القصيرة لمواجهة صاحب الرأي الآخر وأسهل الطرق لتجريح الآخر ولتقزيم رأيه ومواقفه.. مناسبة هذا الحديث الحوارات التي تجري علي مواقع التواصل الاجتماعي بين بعض الأفراد والنشطاء مؤخراً فالبعض يحاول من خلال استخدام الشتائم والكلام الجارح والشخصي الإساءة للآخر لتسخيف مواقفه ورأيه ولم يتوان عن استخدام أقبح الشتائم لتشويه الآخر والتقليل من أهمية ما يطرح.. وللأسف فإن البعض ممن استخدم الشتائم والإساءات والتشويه الشخصي يؤكد أنه ديمقراطي ومستعد لسماع وجهات النظر الأخري والحوار مع أصحابها بكل موضوعية.. ولكنه يتذرع لاستخدامه الشتائم والإساءات بأن الآخر تجاوز الخطوط الحمراء.. وطبعاً الخطوط الحمراء وضعها المسيء وحددها بطريقته الخاصة.. بإمكان أي شخص أن يبرر شتائمه بهذه الطريقة حتي لا يتعرض للنقد.. وليسمح لنفسه بالاستمرار في الإساءة للآخرين.. ولو حاول الآخرون الإساءة اليه بنفس الطريقة لأصبحوا مجرمين وقتلة للشخصية وديكتاتوريين.. أما هو فالديمقراطي الذي يستطيع متي شاء أن يسيء ويشتم الآخرين، لانهم تجاوزوا خطوطا حمراء وهمية وضعها هو نفسه.. الحوارات التي تجري ويستخدم فيها الشتائم والإساءة الشخصية.. تقلل فعلا من أهمية ما يطرحه من يستخدم هذا الأسلوب وما يدعو له من شعارات يقولون إن هدفها الديمقراطية والحريات العامة وخصوصا حرية الرأي والرأي الآخر.. أجزم بأن من يؤيد أو يستخدم الشتائم والإساءة والقذف للتقليل من شأن آراء ومواقف الآخرين لا يؤمن حقيقة بما يدعيه من شعارات.. وهو علي عكس ما يقوله يرفض الحوار والنقاش الديمقراطي الذي يفند الحجة بالحجة.. وأعتقد أيضاً أنه يغطي علي ضعفه بسيل الشتائم التي يطلقها ضد الآخر.