انضممت لأسرة تحرير »آخر ساعة»، تلك المجلة الحبيبة التي فتحت أبواب رزقي وبيتي عام 1976، وكانت المرتبات والمزايا العينية التي يحصل عليها أبناء جيلي إذا قورنت بدخول اليوم ضئيلة جدا لا تكفي أبدا الأعباء الحياتية، مما اضطرني لأن أزيد دخلي من وسائل أخري، فلجأت للعمل معدا للبرامج بالإذاعة والتليفزيون، ومراسلا لجرائد ومجلات سعودية، ولكن دون أن أخل بواجبي الأصلي والرئيسي كمحرر بالمجلة بلا أي إخلال أو تقصير! المهم.. كانت مؤسسة »أخبار اليوم» إسهاما منها للتخفيف عن العاملين بأن يتقاضوا نصف المرتب في منتصف الشهر وعندما تأتي بداية الشهر الجديد يتم خصم ما تقاضيته وأحصل علي نصف المرتب فقط، فعلت ذلك مرة واحدة في حياتي، وعندما أخبرت أمي »رحمها الله» بما فعلته غضبت جدا، ونهرتني بشدة: ما فعلته يقلِّل »البركة» في دخلك، ياإبني القليل مع القناعة والرضا بركة وكثير، والكثير مع الطمع قليل! لكن الراضين ببركة الله للأسف قليلون، وأري الكثير منهم ذوي المرتبات العالية والدخول الخيالية دائمي الشكوي والتذمر من الواقع، وعلي العكس من ذوي الدخل المحدود بسبب رضاهم يبارك سبحانه في أرزاقهم، و»الحمدلله» لا تفارق شفاههم. إنها »البركة» التي قال عنها الشيخ الشعراوي »رحمه الله»: هي جند خفي من جنود الله يرسلها لمن يشاء من عباده، فإن حلت في المال أكثرته، وفي الولد أصلحته، وفي الجسد قوّته، وفي الوقت عمّرته، وفي القلب أسعدته، أسأل الله أن يرزقنا البركة في بيوتنا وصحتنا وحياتنا وذرياتنا وأموالنا وأوقاتنا، وفي كل أمور حياتنا.. آمين يارب العالمين.