الثقة هي كلمة السر ومفتاح نجاح مصر.. الشعب وثق في عبدالفتاح السيسي وانتخبه رئيساً لمصر لأنه وجد أخيراً من يحنو عليه، ومن يثق في أنه قادر علي قيادة سفينة الوطن، وحباه الله بالقدرة علي أن يجنب مصر أي عواصف أو أنواء تتعرض لها، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو عسكرية، فمن حمي مصر من بطش الإخوان المحتلين بعد أن ثار الشعب عليهم، ومن جنّب مصر الدخول في حرب أهلية واقتتال المصريين بعضهم البعض، قادر علي أن يتخطي بهم أي صعاب. الرئيس السيسي وثق في شعبه عندما بدأ خطة الإصلاح الاقتصادي، وكان يعلم أنها خطة صعبة، وإجراءاتها قاسية، ورغم التحذيرات والتخوفات التي أحاطت بتوقيت إصدار القرارات الاقتصادية من تحرير سعر الصرف وما تبعها من ارتفاع في أسعار الوقود والطاقة، إلا أن رهان الرئيس السيسي علي الشعب كان أكبر وأقوي وأصدق من التحذيرات والتخوفات التي كانت تدور حول أن الشعب سيرفض وقد يخرج للاحتجاج! كان الشعب صادقا عندما احتمي بالسيسي وفوّضه في مواجهة الإخوان المحتلين.. وكان الرئيس علي قدر المسئولية ونجح فيها وتصدر المواجهة متحملاً كافة العواقب التي قد تحدث، فالنتائج كانت في علم الغيب.
ومازلنا نحتمي بالرئيس السيسي، فبعد نجاحه المبهر ومعاونيه في تحقيق الاستقرار والأمن، ثم نجاحه في تحقيق التنمية الشاملة وإقامة شبكات طرق ومشروعات إسكان ومحطات طاقة كانت تحتاج لعشرات السنين وأنجزها في سنوات لم يتعد عددها أصابع اليد الواحدة.. بدأت بشائر الإصلاح الاقتصادي تلوح في الأفق.. وبدأت نتائج الإصلاح تصل لكل مواطن، متمثلة في زيادة الأجور والمعاشات وأكبر حركة للترقيات في الدولة يواكبها ارتفاع في رواتب الحاصلين علي الترقيات.. وكل ذلك أول قطرة في غيث الإصلاح. ومالم يشعر به المواطن شعوراً مباشراً هو انخفاض سعر الدولار 50 قرشاً لأول مرة منذ تحرير سعر الصرف في نوفمبر 2016.. وإن شاء الله سيستمر الانخفاض.. فالقادم أفضل.
ويأتي توقيت ومكان إعلان بشائر نجاح الإصلاح الاقتصادي ليؤكد حالة الثقة المتبادلة بين الرئيس والشعب، فاحتفال الدولة بالأم المثالية لعام 2019، ومرور مائة عام علي نضال المرأة المصرية، ليست مناسبة سياسية ولسنا في توقيت بداية انتخابات رئاسية جديدة، ولكن كما قال الرئيس إنه يريد أن يرد الجميل للمرأة المصرية الأصيلة التي أخذت علي كاهلها تحمُّل قسوة الإجراءات الاقتصادية، وأن من حقها أن يعلن في عيدها ولها بشائر الإصلاح لكي تقطف بيدها ثمار النجاح، فلم يكن تحمُّلها لقسوة إجراءات الإصلاح معنوياً، بل كان مادياً، إذن فمن حقها أن تجني جرَّاء مافعلته من خير لبلدها. لم يعقد الرئيس مؤتمراً عمالياً، ولا مؤتمراً سياسيا لتحقيق مكسب شعبي أو سياسي.. فهو ليس كأي رئيس، والشعب المصري ليس كأي شعب.. فرابطة السيسي والمصريين تتجاوز الممارسات السياسية التي نراها في بلدان أخري والتي عشناها في عهود سابقة، وإنما كما ذكرت هي حالة »منتهي الثقة».. ولا أدل علي ذلك من كلمات الشكر التي وجهها الرئيس للشعب حيث قال: »بفضل الله ثم لكم أنتم خليتم الأيام الصعبة تمر علي مصر بسلام.. ولم يكن هناك احتجاج واحد، ليس بسبب الإجراءات الأمنية، ولكنها كانت بسبب الصورة المشرفة للمصريين».
أظن أن هذه الحالة هي السبب الرئيسي الذي دفع أعضاء مجلس النواب الموقرين إلي التقدم للبرلمان بحزمة التعديلات الدستورية التي من أبرزها منح الشعب فرصة لانتخاب الرئيس السيسي مرة أخري، لكي يستكمل مسيرة النجاح التي بدأها، ليس فقط منذ توليه مسئولية الحكم في 2014، ولكن منذ انطلاق ثورة 30 يونيو عام 2013 عندما حمل علي عاتقه مسئولية حماية الثورة، ومواجهة ميليشيات الاحتلال الإخواني. من حق الشعب أن يدافع عن مصالحه ومصلحة بلده، ومن حقه أن يستخدم كل الوسائل الدستورية اللازمة لذلك بتعديل الدستور، سواء بالإضافة أو الحذف، فالدساتير تضعها الشعوب لحماية مصالحها.. ولم تُخلق الشعوب لحماية الدستور.. وسيقول المصريون كلمتهم في صناديق الاستفتاء، فنحن الذين وضعنا الدستور، وإنا له لمعدلون. آخر كلمة الدستور وسيلة وليس غاية