أغلقت أمريكا مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. خطوة أخري في الطريق الخطأ الذي تسير فيه إدارة ترامب في تعاملها مع القضية الفلسطينية. القرار في الأساس ليس جديدا. كانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت عن نيتها في اتخاذ هذه الخطوة في نوفمبر الماضي ثم علقت القرار لكي يظل وسيلة ضغط علي القيادة الفلسطينية. توقيت القرار الآن يعني الكثير.. القرار يأتي بعد سلسلة من القرارات بدأت بحماقة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومرورا بالقرارات المتوالية لإلغاء المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية وإعلان الحرب علي منظمة غوث للاجئين الفلسطينيين »الاونروا».. وصولا إلي قرار إغلاق المقر الفلسطيني في واشنطن، والذي لن يكون بالتأكيد آخر القرارات في معركة حصار الفلسطينيين وعقابهم علي رفض تصفية قضيتهم وفقا للمخطط الصهيوني الذي تتبناه الإدارة الأمريكية الحالية كاملا!! كانت الإدارة الأمريكية تبرر قراراتها بأن السلطة الفلسطينية ترفض التفاوض حول »صفقة القرن» المزعومة، وكأن علي الفلسطينيين أن يقروا بضياع القدس (أو إزاحتها من علي طاولة المفاوضات كما يقول ترامب) وأن يوافقوا علي التخلي عن حق العودة، وأن ينسوا حقهم في دولة مستقلة.. ثم يدخلوا - بعد ذلك - في التفاوض لكي يحصلوا علي »لا شيء»!! الآن.. تضيف إدارة ترامب إلي أسبابها المزعومة لقراراتها العدائية ضد فلسطين، أن السلطة الفلسطينية قررت استخدام حقها المشروع، ولجأت إلي المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني!! لم تطلب السلطة الفلسطينية أن يشمل التحقيق الإدارة الأمريكية باعتبارها شريكا لإسرائيل التي ما كانت تجرؤ علي الوقوف ضد الشرعية الدولية إلا بموافقة واشنطن ودعمها الكامل.. ومع ذلك فالإدارة الأمريكية تقول بوضوح إنها ستقاتل حتي النهاية حتي لا تحاسب إسرائيل علي انتهاكها القانون وجرائمها ضد الإنسانية!! الخطير هنا أن هذا النهج لن يتغير، وأن الأزمات الداخلية التي يواجهها الرئيس الأمريكي تزيد من اعتماده علي اللوبي اليميني المتطرف والذي يضم - في أساسه - الجناح الإنجيلي الصهيوني المنحاز لإسرائيل انحيازا أعمي. في المواجهة.. يبقي الدعم العربي والدولي لفلسطين عاملا هاما وضروريا، لكن يبقي الصمود الفلسطيني هو الأساس. ويصبح استمرار الانقسام في الصف الوطني الفلسطيني جريمة لابد أن ينهيها الشعب الفلسطيني فورا.. فالمخاطر أكبر من أن تتحمل ألاعيب الصغار!!