تحتفل الأمة الإسلامية هذه الأيام بميلاد الرسول الكريم محمد بن عبدالله خاتم المرسلين وشفيع العالمين.. وما أحوجنا لاستدعاء روح الرسول صلي الله عليه وسلم، فالمسلمون في معظم أرجاء العالم يمرون بأصعب الظروف، فقد تداعت عليهم الأمم، رغم كثرتهم علاوة علي ثرواتهم، ولكن حب الدنيا وكراهية الموت، أوهن الأمة الإسلامية، ودفع بنا للاعتقاد بأننا في آخر الزمان، فماذا نحن فاعلون إذا كانت هذه هي النهاية؟ هل نستدعي أقوالك وأفعالك وجميل صفاتك ومكارم أخلاقك من كتب السيرة والحديث، ونحاول أن نعيش بها ما بقي لنا من الحياة الدنيا، لنسير علي خطي حبيبنا، وبذلك نجد طوق النجاة والمخرج الصدق، وهل حقا يا رسولنا العظيم روحك تجول وتسيح في ملكوت الله سبحانه وتعالي ويمكن أن تحضر مجالس الذكر ومشاهد الخير، أنا أعتقد حقا ياشفيع العالمين.. أنك علي علم ومشاهدة بخلق الله، وقادر علي أن تكون موجودا عندما نحتاج إليك، ودليلي علي ذلك المشاهد النورانية التي تحدث لبعض المسلمين عند دخولهم الروضة الشريفة في مسجدك بالمدينة المنورة، خاصة من جاء لزيارتك طلبا للشفاعة بقلب خاشع. ولذلك يارسولنا ياخاتم المرسلين.. نحن في أمس الحاجة إلي الرسالة التي جئت بها، فبلاد المسلمين تمزق ويشرد أهلها، بأيدي من يدعون أنهم مسلمون والإسلام منهم براء، والعدو يخطط ويتآمر ويقف متخفيا وراء من باعوا أنفسهم للشيطان وقبيله من أجل الشهرة وحفنة أموال! فالمساجد بيوت الله في الأرض تبكي دماء مصليها، الذين راحوا ضحية هؤلاء الأوغاد الذين أباحوا حرمتها، وحاصروها من كل الجوانب، وكأنهم لايريدون لمن يركع ويسجد لله الواحد القهار إلا الموت ولكن أي موت هذا، إنه طلب للشهادة من مسلمين تطهروا وتزينوا وهرولوا إلي صلاة الجمعة، وانطلقت حناجرهم بالآيات والتسابيح والدعوات وختموها بآمين.