في السادس من أكتوبر 1973 وكانت الساعة تقترب من الثانية ظهرا وكنت وقتها في مدينة الأقصر وكان برفقتي الدكتور محمد صالح أمين عام المتحف المصري. وفي نفس الوقت رحلة للعديد من السائحين إلي الأقصر كنا جميعا نتجه إلي مطار الأقصر في رحلة عودة تقلنا إلي القاهرة في الثانية ظهرا تماما.. وصلنا إلي المطار قبل الموعد بعشرين دقيقة أو أكثر.. لكننا لم نجد طائرة في الانتظار ولم نجد أبناء المطار في انتظارنا فقط قال واحد منهم إن الطائرة لم تأتِ بعد.. لكنني لاحظت حركة غريبة علي أرض المطار جند يسعون في كل اتجاه.. وفجأة طائرة تهبط أمام أعيننا وينزل منها أحد القادة ينزل منها دون انتظار لوصول سلم الهبوط قفز منها علي الأرض ليستقبله بعض أفراد.. فيهمس إليهم - وقلت ساعتها ل»محمد صالح: إن الطائرة لن تجيء.. قال لي كيف: قلت: لأنني أشعر أن الحرب ستقوم في الحال قال لي: مش معقول قلت أحسن.. إنها ستقوم فورا. وهنا لاحظت تشكيلا من أربع طائرات حربية تتقدم وقد جلس في قيادتها أربعة من شباب مصر الطيارين الذين كُتب عليهم أن يكونوا في طليعة المعركة. ولاحظ محمد صالح أنني أنظر إليهم أقرأ بعض آيات القرآن وقد بدت الدموع في عيني وقال لي محمد صالح: هو فيه إيه قلت له: الحرب بدأت.. نعم الحرب بدأت.. إشارة أرسل بها أحد القادة إلي هؤلاء الشبان الطيارين فراحوا يزحفون علي الأرض بسرعة هائلة ثم يتجهون نحو السماء.. وهنا ربما كنا نحن الواقفين هناك من أول من نادوا بقلوب داعية وحناجر صادقة: الله أكبر الله أكبر.. الله… وعدنا إلي الفندق من حيث جئنا.. وليس في فم أحد منا إلا أن ينادي الله أكبر.. الله أكبر الله.. نعم قامت الحرب وبدأنا نجني فعلا أولي خطوات الانتصار.