تضع مصر كل ثقلها من أجل إنجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية. بالأمس كانت هناك خطوة هامة علي طريق المصالحة. استقبلت غزة حكومة الوفاق لتتسلم مسئوليتها هناك بعد عشر سنوات من الانقسام. ما أبدته حركتا »فتح» و »حماس» حتي الآن من استجابة لجهود المصالحة وإنهاء الانقسام يبشر بالخير. الخسائر التي لحقت بالقضية الفلسطينية في سنوات الصراعات الداخلية والانقسام الكارثي أقنعت كل الفصائل وفي مقدمتها »حماس» و »فتح» بأن التأخر في إتمام المصالحة الوطنية أصبح جريمة تكاد تقترب من فعل الخيانة !! والظروف الاقليمية والدولية جعلت كل الاطراف تدرك أن استعادة الوحدة الوطنية يعني إعطاء العدو المزيد من الفرص لاستكمال مشروعات التهويد والاستيطان وسرقة الأرض والحقوق الوطنية الفلسطينية. وما يطرح علي الساحة الدولية الآن بشأن القضية الفلسطينية يعني أننا في مفترق طرق وأن علي الجميع أن يتوحد لكي تحصل فلسطين علي حقوقها في حل عادل وشامل، أو لكي ترفض أي محاولات لتصفية القضية واغتيال حلم الدولة واستعادة الحق. وقد استقبل الشعب الفلسطيني بكل أطيافه هذه الخطوة علي طريق المصالحة الوطنية بالترحاب والأمل في نجاحها وإن كان هذا الأمل تشوبه المخاوف من أن تتكرر تجارب سابقة تم فيها إجهاض المصالحة الوطنية قبل أن تكتمل !! لكن الظروف الآن تختلف والمخاطر أكبر من الجميع، والقضية الفلسطينية في مفترق طرق، والظروف الاقليمية والدولية تحتم اللقاء وكل من »حماس» و »فتح» تعرفان عمق الأزمة التي يعاني منها كل منهما وهو لا يجد ما يقدمه للشعب الفلسطيني من حصاد سنوات الانقسام إلا الثمار المرة والأوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني الشقيق. ولا شك أن المهمة أمام الفرقاء في »حماس» و »فتح» ليست سهلة والجهود المطلوبة تحتاج لأن يصمد الجميع أمام مشاكل عاتية ينبغي حلها وأمام جهود ستبذل من المتآمرين في الداخل والخارج الذين اعتبروا المصالحة كارثة بالنسبة لهم بعد أن قادوا محاولات الانقسام وأفشلوا كل الجهود السابقة لإتمام المصالحة !! لكن هذه المرة الفشل ممنوع. والكل ينبغي أن يكون قد استوعب الدرس وأن يتحمل المسئولية وأن يطوي هذه الصفحة الكئيبة التي انقسم فيها الصف وسقطت حرمة الدم الفلسطيني بين الاشقاء. الفشل ممنوع لأن ثمنه سيكون فادحاً ولأنه لا الشعب الفلسطيني ولا مصر ولا العرب سيتسامحون مع من يكون السبب في الكارثة إذا حقق أمل الاعداء في ضرب المصالحة.