هذا اليوم الذي يجتمع فيه المسلمون من أنحاء الدنيا علي جبل عرفات.. ومن يستطع الذهاب إلي عرفات فإنه يتوجه بوجهه إليك.. من أي مكان فيه إلي عرفات ليقول: لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. أي إنه يقول لله عز وجل: لبيك يا الله.. إنني أتوجه بعقلي وقلبي وجسمي.. إليك.. أقول إنني قد صدّقت بالإسلام ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم .. وهأنذا أضع جسمي وعقلي وروحي في ظل الإسلام ووحدته وقوته ويقينه لا أتخلف عنه.. ولا أبتعد.. وأنني قد آمنت بما جاء في كتابه وعلي لسان نبيه محمد صلي الله عليه وسلم. لا أبتعد عنه ولا أتخلف عنه أبدا وإنما أمضي في طريقه مؤمنا موحدا لله.. ولا أبتعد عن كل من آمن به.. أمضي في طريقه إلي يوم الدين بإذن الله. وهذا.. أو هذه الصورة التي تتضح يوم يتجه المسلمون إما إلي عرفات الله.. وإما إلي مساجد لله لكي يكونوا صفا واحدا مؤمنا بكل ما جاء علي لسان النبي الكريم.. وفي كتاب الله العزيز.. قرآنه الكريم. باختصار هذه هي الصورة التي أرادنا الله سبحانه وتعالي أن نكون عليها.. فتكون لنا العزة والقوة والوحدة في ظلال الدين الحكيم الذي أراد له الله أن يكون الدين الخاتم.. الدين الواحد.. الدين الذي أراد الله له أن يكون الدين الحق لا ينحرف عنه ولا ينحرف عنا.. وإنما هو الوحدة والعزة والقوة والمنعة إلي آخر الدنيا بإذن الله. نظرة إلي هذا الذي نراه يوم يتجه المسلمون جميعا إلي دور العبادة في صباح اليوم الجميع العاشر من شهر ذي الحجة المكرم. ونظرة إلي مانحن عليه أو إلي من يتخلفون عن هذه الجحافل المتجهة إما إلي عرفات وإما إلي دور العبادة. وأولئك الذين لا يذهبون - ولا يمشون في هذا الصف المقدس صف الوحدة والعزة والمنعة والألفة الصف الذي أراد الله له القوة إلي آخر الدنيا.. نعم الصورة تختلف كثيرا والصورة التي نراها الآن وقد اقتسمت إلي قسمين قسم يعبد الله ويكبره. وقسم قد ذهب بعيدا بعيدا لا يريد ولا وحدة المسلمين.. أما القسم الأول فهؤلاء المقيمون علي الإسلام وعلي وحدة الصف والعمل والبناء من الوطن.