وقف الحجيج علي عرفات الله بالملايين يلبون نداء الله تعالي في كتابه العزيز: ¢وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ¢. يستشعرون في هذا اليوم قيمة الوحدة والترابط. أجناس متعددة ولغات متنوعة اجتمعوا يلبون في زي واحد وبلغة واحدة: لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. مشهد رائع اللون الأبيض يسود المكان والملائكه يشهدون هذا الموقف العظيم الذي يتباهي به الله عز وجل كما جاء في الحديث القدسي عن رب العزة عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: ¢ وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلي سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول: عبادي جاءوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له. وأما رميك الجمار: فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات وأما نحرك: فمدخور لك عند ربك وأما حلاقك رأسك: فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحي عنك بها خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك: فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتي يضع يديه بين كتفيك فيقول: أعمل فيم تستقبل فقد غفر لك ما مضي¢. يخاطب الله جلت عظمته ملائكته في يوم الحج الأكبر ويقول لهم: انظروا زوار وحجاج بيتي كيف جاءوني من بلاد بعيدة وأقطار مختلفة وسفر شاق جعل رأس كل واحد منهم مغبرا أشعث من كثرة التراب. وقد وقفوا يتضرعون لله تعالي بالدعاء في هذا اليوم العظيم الذي يدنوا الله تعالي إلي عباده المؤمنين ليجيب لهم الدعاء ويحفهم برحماته وغفرانه حتي يعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم. رافعين أكفهم إلي السماء يدعون بأفضل ما كان يدعوا به رسول الله - صلي الله عليه وسلم - والنبيين: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. ندعوا الله تعالي أن يتقبل من الحجاج حجتهم. وأن يكتب لمن لم يوفقه الله تعالي الحج هذا العام الوقوف علي عرفات العام القادم. لأن الحج عبادة من أسمي العبادات التي تهدف إلي السمو الأخلاقي.