لا خلاف في عالم السياسة، علي الأهمية المتوقعة والمفترضة لدبلوماسية اللقاءات والمحادثات المباشرة علي مستوي القمة بين رؤساء الدول وقادتها، وما يمكن أن تسفر عنه هذه اللقاءات من إيجابيات عديدة في العلاقات بين الدول، وترسيخ قواعد وأسس متينة لهذه العلاقات، تقوم علي الثقة المتبادلة والتفاهم المشترك بين القادة والرؤساء. وفي هذا السياق تأتي الأهمية البالغة لما حققته وتحققه اللقاءات المباشرة للرئيس السيسي مع القادة والرؤساء الأفارقة، خلال الجولات والزيارات التي يقوم بها علي الساحة الافريقية، وآخرها زيارته للدول الأربع تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد، وما جري خلالها من مباحثات ومشاورات مهمة حول كل القضايا التي تهم دول القارة، وعلي رأسها قضايا التنمية الاقتصادية ومواجهة الارهاب وتحقيق الأمن والسلم لدول القارة. ولكن رغم تقديرنا البالغ لما تحقق من نتائج إيجابية كثيرة بالنسبة للعلاقات المصرية الافريقية، علي جميع مستوياتها السياسية والاقتصادية في الآونة الأخيرة كنتيجة مباشرة للتحرك الواعي والحكيم علي المستوي الرئاسي منذ تولي الرئيس السيسي وحتي الآن،..، إلا إننا نحتاج إلي العمل علي المستوي الشعبي بكل الجدية والجهد لتفعيل ودعم التعاون والصداقة مع الدول والشعوب الافريقية في كل مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية،..، بهدف بناء قاعدة صلبة وقوية من المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة بين مصر والدول الافريقية الشقيقة بصفة عامة ودول حوض النيل علي وجه الخصوص. وهذا الأمر يستحق ويحتاج إلي مشاركة قوية من الحكومة والقطاع الخاص المصري ورجال الأعمال، سعيا لتفعيل ودعم التعاون المشترك مع الدول الافريقية في كل المجالات، والبناء علي النجاحات والإيجابيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس لهذه الدول،..، وأحسب ان ذلك يتطلب تخطيطا وإعدادا جيدا لبرنامج شامل للتعاون المصري الافريقي يتم الالتزام به من جانب الحكومة وبالتنسيق مع القطاع الخاص ورجال الاعمال،..، واضعين نصب أعيننا الأهمية البالغة لدعم وتقوية العلاقة المصرية الافريقية علي كل المستويات.