لا يمكنك في واقة تصادم قطاري الاسكندرية إلا ان تلوم–معذورا- الحكومة، ليست وزارة شريف اسماعيل وحدها بل وكل الحكومات السابقة عليها، وقد استوقفتني عبارة قالها وزير النقل هشام عرفات للرئيس خلال معرض اطلاعه علي تقرير بالحادث:" المؤشرات المبدئية تؤكد ان حادث التصادم يرجع الي استمرار اعتماد السكة الحديد علي العامل البشري، وعدم تطوير بنيتها الاساسية منذ عقود، بما يفسح المجال لتكرار وقوعها حتي الآن". عرفات لم يكذب او يتجمل في ما قال للرئيس، لكن هناك ألف استفهام، حول مصير ماقدمته خبرات مصرية بمشاركة يابانية قبل عقود ازاء تطوير المرفق، كلها مركونة بحسب خبراء ل يحدث في مصر" في أدراج مسؤولين بوزارة سيادته، رغم ان فيها ما يكفي وزيادة لانقاذه، ومرافق اخري، بدءا من خطط خمسية لتطوير بنيته التحتية التي تحدث عنها الوزير، مرورا بتفاصيل التمويل والاستثمار، وانتهاء بأطر تطوير العنصر البشري وليس التخلص منه، حسب رؤية الوزير، ظانا أنه اتي بما لم يأت به الأوائل!! ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد تناقلت المواقع الاخبارية الخميس الماضي، ماله صلة بحديث العنصر البشري ولكن بسكك حديد بريطانيا، بعدما تسمرت ارجل طائر البجعة علي مسارللقطارات بين ابغهام واشفورد غرب لندن، عند الساعة السابعة والنصف صباحا- الذروة - فرفض سائق القطار ذلك العنصر البشري المتطور دائما، الاستجابة لبعض الاصوات بالتحرك ودهس الحيوان، كي لا يتأخرون علي مواعيد عملهم، ما أدي الي تأخيرحركة وصول القطارات الي محطة ووترلونصف ساعة، بعد ان تم سحب الطائر من السكة بعد حوالي الساعة. يضيف الخبر: بعد ساعات قليلة، أعلن عن تأخير في حركة القطارات بسبب رصد وجود أبقار علي سكة حديد بجنوب لندن. سيادة الوزير، حكومات "هناك" تتحمل مسؤولياتها تجاه تطوير العنصر البشري، وتعلمه ان حقوق الحيوان من حقوق الانسان، بينما "هنا" فمحرومون حتي من حظ البجع والبقرفي بلاد الغرب، اتعرف لماذا؟ واجيبك: لغياب النية في التطوير، ليس لأنه مرفوض، ولكن لكمون الفساد والاهمال في السكة الحديد، ما جعل بعض سائقي القطارات هنا لا يعبأ بسلامة الركاب، فتمنينا لو كان لنا حظ البقر هناك!! [email protected]