يخطئ من يتصور أو يعتقد ولو للحظة واحدة بأن الحظ العاثر أو المصادفة السيئة، هما السبب وراء ما نراه جاريا من أحداث عنف واضطرابات وقلاقل وفوضي ايضا، في اجزاء كثيرة من عالمنا العربي وما نعايشه من صراعات محتدمة وصدامات مشتعلة بطول وعرض الخريطة العربية. لعلي لا اتجاوز الواقع إذا ما قلت إنه بات واضحا ومؤكدا لدي الجميع الآن، ان ما جري ويجري علي الساحة العربية من قلاقل وصدامات وفوضي، وما تتعرض له مصر من هجمة ارهابية شرسة ليس وليد الصدفة وليس نتاج اليوم أو الامس القريب، بل هو مخطط متكامل يتم تنفيذه منذ سنوات، بدأت ارهاصاته قبل الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وبدأت خطوات التنفيذ مع الغزو والاحتلال الذي كان طلقة البداية في تنفيذ هذا المخطط الاجرامي. وتشير كافة الدلائل التي اصبحت متوافرة الآن بعد التسريبات العديدة من جانب الادارات الأمريكية المتعاقبة، وما نشر وتم تداوله عبر الصحافة وأجهزة الإعلام وايضا مراكز البحث والتحليل الأمريكية والغربية بصفة عامة، بأن كل ما جري ووقع من احداث للمنطقة العربية، وما شهدته وتعرضت له دولها من اضطرابات وقلاقل وفوضي وصراعات دامية خلال السنوات الماضية التي تلت احتلال العراق، قد حدثت بفعل فاعل ولم تكن من قبيل الصدفة علي الاطلاق،..، وان هذا الفاعل لم يكن علي الاطلاق مجهولا، بل معروف ومعلن لكل من يهمه الأمر. وفي هذا السياق لم يعد خافيا علي أحد في المنطقة العربية أو خارجها ، ما أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية في إدارة بوش الابن »كونديليزا رايس» بعد الغزو الامريكي للعراق، بأن المنطقة العربية علي أبواب التغيير، وان وسيلة هذا التغيير هي »الفوضي الخلاقة» والتي ستؤدي إلي اسقاط الدول القائمة وإعادة رسم خريطة المنطقة من جديد، وإقامة الشرق الأوسط الجديد،..، وقد وصلت الفوضي إلي ذروتها بالمنطقة كلها بالفعل في احداث ما اطلق عليه الربيع العربي، الذي لم يكن ربيعا علي الاطلاق، بنفس القدر الذي لم تكن الفوضي خلاقة أيضا بل كانت مدمرة. وكان املهم وسعيهم ان تسقط مصر خلال هذا الربيع الموهوم والمصنوع،..، ولكن الله خيب رجاءهم ولم يحدث، بوعي الشعب وصلابة الجيش ومشيئة الله. »وللحديث بقية»