أحسب أن الضرورة تقتضي منا الالتفات إلي حقيقة تستوجب الاهتمام منا جميعاً، في ظل الظروف بالغة الدقة التي تمر بها البلاد حالياً، وما تواجهه من تحديات وأخطار تهدد أمنها واستقرارها، وتؤثر بالقطع علي مسيرتها الوطنية في حاضرها ومستقبلها. هذه حقيقة ما يجري الآن ومنذ فترة ليست بالقليلة، من محاولات مشبوهة لقوي داخلية وخارجية، بعضها ظاهر ومعلن في عداوته للشعب والدولة، والآخر مستتر ومتوار خلف أقنعة متنوعة، لإشاعة أكبر قدر من اليأس والإحباط في صفوف الجماهير وعامة الموطنين وخاصتهم، سعيا لكسر إرادة الشعب، وتحقيق ما فشلوا في الوصول إليه بالعنف والترويع وجرائم الإرهاب. وهذه القوي تستخدم أسلوب الشائعات المضللة ومحاولات التشكيك في كل شيء، والمتاجرة بالمشاكل ومعاناة الجماهير، والترويج لادعاءات تقول بأن شيئا لم يتحقق خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مستغلين في ذلك الآثار الناجمة عن الأزمة الاقتصادية وتأثير برنامج الإصلاح الاقتصادي علي المواطنين. وفي ظل هذه المحاولات المشبوهة عمدت هذه القوي الكارهة للشعب والدولة إلي التشويه المتعمد لجميع ما تم وما جري، خلال السنوات الماضية ومنذ الثلاثين من يونيو 2013 متجاهلين كل ما تحقق من إيجابيات علي كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومتجاهلين أيضاً أن الأزمة الحالية التي نعاني منها هي نتيجة طبيعية لتراكم العديد من السلبيات الاقتصادية وعدم مواجهتها عاماً وراء آخر. والهدف من وراء هذه المحاولات واضح ومؤكد، وهو السعي لإشاعة الإحباط لدي المواطنين، ونشر اليأس في صفوفهم، لخلق مناخ عام من القلق وعدم الاستقرار وغيبة الثقة وفقدان الأمل في المستقبل الأفضل،...، وهو ما يجب التنبيه له ومواجهته بوعي وحكمة مع التركيز علي الجهد الكبير المبذول علي طريق التنمية، والمشروعات المتعددة التي يجري إقامتها بطول البلاد وعرضها، وإشاعة الأمل في نفوس المواطنين في الغد المشرق بإذن الله.