يويا وتويا جد وجدة الملك »توت عنخ آمون»، تم سرقة مقبرتهما أكثر من ثلاث مرات. بالرغم من ذلك ما عثر عليه داخل المقبرة يعتبر من أجمل الأثاث الجنائزي الذي عثر عليه في وادي الملوك قبل الكشف عن مقبرة الملك »توت عنخ آمون». تعد قصة كشف مقبرة يويا وتويا من القصص المثيرة في وادي الملوك، فهما جد وجدة الملك »توت عنخ آمون»، كونهما أباً وأماً للملكة تي زوجة الملك أمنحتب الثالث. فبعد أقل من سنة استطاع الأثري جيمس كويبل أن يكشف المقبرة بوادي الملوك. وقد وجد أن مدخل السلالم والممرات الهابطة المؤدية إلي حجرة الدفن مغطاة بكسرات من الحجر الجيري.. وذلك من خلال ناتج حفر مقبرتين بجوار المدخل، وكان المدخل الخارجي عليه ختم الجبانة، وهو عبارة عن تسعة أسري منبطحين أسفل إله الجبانة وحارسها الأزلي أنوبيس، وعندما نظر كويبل من فتحة في أعلي الجانب الأيمن اعتقد أن المقبرة قد سرقت من قبل، ولكن عندما وجد كتلاً كبيرة من الأحجار في الطريق اطمأن أن القطع الأثرية الكبيرة من الأثاث الجنائزي لا يمكن أن تنقل خارج المقبرة، وأن اللصوص ربما اكتفوا بسرقة المجوهرات والقطع الأثرية الصغيرة! ودخل الفريق الأثري إلي الممر الذي يقع خلف الباب ولم يكن داخله أي أحجار وعثروا في نهاية الممر علي مدخل حجري ثان، ومرة أخري يبدو أن اللصوص قاموا بعمل حفرة والتي يبدو أنهم قاموا بسدها بسرعة، وعندما قام الأثريون بتنظيف هذا الممر الأخير ظهرت من خلال فجوة في الملاط حجرة مملوءة بأثاث رائع جعل المكتشفين في ذهول من هذه المفاجأة. أجمل ما كتب عن هذا الكشف هو ما كتبه أرثر ويجال: »تخيل دخول منزل قد أغلق لمدة الصيف، تخيل حجرة فاسدة الهواء، تحجر الإحساس بوجود أثاث مهجور؛ الشعور أن بعض الأشباح الساكنة والكراسي الفارغة، قد انزعجت والرغبة في فتح الشبابيك لكي تعيد الحياة مرة أخري إلي الحجرة». وعلي الرغم من أن المكتشفين لهذه المقبرة قد اعتقدوا في ذلك الوقت أن مجموعة واحدة من اللصوص قد دخلوا المقبرة، ولكن الأبحاث الجديدة أكدت أنها قد سرقت ثلاث مرات واستطاعوا أن يسرقوا كل ما خف حمله من كنوز، ولكن لم يستطيعوا أن يسرقوا المجوهرات التي كانت داخل لفائف المومياء، وكذلك بعض العطور وأدوات الزينة والمعادن، وأهم شيء كان هو المومياوات التي بقيت، لقد انكسرت الصناديق الموجودة بأغطيتها.. وتشير العطور المنثورة وأدوات التجميل إلي أن سرقة المقبرة قد تمت بعد الدفن. ويشير الختم المؤرخ إلي عهد رمسيس الثالث إلي أن ذلك العهد ربما يكون هو آخر سرقة للمقبرة.. ورغم ذلك فإن ما عثر عليه داخل المقبرة يعتبر من أجمل الأثاث الجنائزي الذي عثر عليه في وادي الملوك قبل الكشف عن مقبرة الملك »توت عنخ آمون»، ويمكن أن نشاهد هذا الجمال في المومياوات التي تركت بحالتها الرائعة، بالإضافة إلي توابيت يويا وتويا، والكراسي، والباروكات، والأواني وعربة يويا، وكنوز هذه المقبرة سوف تحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية والقيمة الأثرية بعد كنوز توت عنخ أمون داخل المتحف الكبير، وقد أخذ هذا الكشف حديثاً وشهرة كبيرة مما جعل بعض الجهلة والمخرفين يكتبون كتباً يزيفون به التاريخ ومنهم من قال إن يويا هو سيدنا يوسف عليه السلام؟!