في افتتاح عدد من المشروعات الجديدة في قنا بالأمس، حرص الرئيس السيسي عند الحديث عن صوامع القمح الجديدة علي توجيه التحية والتقدير للأشقاء في دولة الإمارات. فقد كان مشروع صوامع القمح الجديدة ضمن البرنامج الذي مولته الإمارات عقب ثورة يونيو والذي شمل العديد من المشروعات المهمة والحيوية. وما قامت به الإمارات في الوقوف بجانب مصر كان استمرارا لنهج العروبي الأصيل الشيخ زايد رحمه الله منذ نشأة الدولة في بداية السبعينيات، ودوره الرائع في حرب البترول ودعم دول المواجهة وفي مقدمتها مصر في أكتوبر العظيم، ثم استمرار هذا الدعم علي الدوام، وفي كل الأحوال، وضد كل محاولات عزل مصر عن أشقائها أو حصار دورها الأساسي في أمن واستقرار الأمة العربية. في كل الأحوال كانت العلاقات بين مصر والإمارات تستند إلي إيمان قوي من جانب الأشقاء في الإمارات بأن مصر هي »عمود الخيمة»، بالنسبة للوطن العربي كله. وأنه لا استقرار ولا تقدم للأمة العربية في غياب مصر. هذا الإيمان كان يقترن دوما بمشاعر العرفان بما قدمته مصر - علي مدي تاريخها- للأمة العربية ثم بتقدير خاص لدور مصر في الحفاظ علي عروبة الخليج، وفي دعم كفاح أبنائه من أجل الاستقلال والتحرر، ثم من أجل البناء والتقدم. كانت العلاقات بين مصر والإمارات علي الدوام نموذجا يحتذي من زايد وراشد إلي الأبناء الذين يحكمون الإمارات اليوم. لم يختلف المسار ولم تتبدل المشاعر نحو »المحروسة». حين وضعت الإمارات كل امكانياتها الدبلوماسية والاقتصادية لدعم شعب مصر وهو ينتفض في 30 يونيو لم تكن تناور، ولا تبحث عن دور بل كانت تنطلق من رؤية واضحة تدرك خطر الفاشية الدينية التي أرادت الاستيلاء علي مصير مصر، والتي تحالفت مع كل الشياطين لكي تضيع مصر.. فيضيع الوطن العربي بأكمله!! وحين وضعت الإمارات كل امكانياتها لدعم مصر وهي تتخلص من فاشية الإخوان.. كانت تؤكد للعالم كله أن انتصار مصر هو الانقاذ الحقيقي للوطن العربي، وأن الانتصار لمصر هو انتصار لكل عربي، وهو الطريق الصحيح والوحيد لوقف مخطط اغتيال العروبة، وعرض الوطن العربي في سوق التقسيم، أو استباحته لحروب الطوائف وعصابات الاتجار باسم الدين. شكرا لأبناء زايد وراشد، وشكرا لشعب الإمارات. وكل العزاء لعرب آخرين عاشوا في نفس الظروف، لكنهم ابتلوا بحكام خانوا عروبتهم، وحولوا بلادهم لمراكز ترعي الإرهاب وتتحول إلي منصات لخيانة الأوطان والتحالف مع الخوارج!! شكرا لأبناء زايد وراشد، وشكرا لشعب الإمارات الشقيق.