أسعدني.. كما أسعد الكثيرين غيري في مصر والعالم العربي، وخاصة المهتمين والمتابعين والمشتغلين بالفكر والثقافة وشئون وشجون الكتابة والقلم، علي اختلاف ألوانهم وتنوع مناهجهم وتعدد مدارسهم ومشاربهم الفكرية والثقافية، نبأ اختيار مجلس أمناء مكتبة الاسكندرية للدكتور مصطفي الفقي، ليكون مرشحهم لتولي منصب المدير الجديد للمكتبة، خلفا للدكتور إسماعيل سراج الدين، الذي انتهت فترة إدارته للمكتبة. كما أسعدني وأسعد الكثيرين أيضا، موافقة الرئيس السيسي علي الترشيح المقدم من مجلس أمناء المكتبة لمديرها الجديد. ومصدر السعادة يعود في جوهره وأساسه إلي حقيقة التوافق الجمعي بين هؤلاء جميعا وأنا منهم، في النظر لهذا الأمر علي المستويين الخاص والعام له، بأنه ترشيح واختيار صادف أهله وجاء في محله تماما، من حيث استحقاق الدكتور الفقي لتبوء المنصب وشغل المكان وملء المكانة، نظرا لما هو عليه من كفاءة متميزة وفكر متقد وخبرات متعددة ومتنوعة،...، وما يتمتع به من ثقافة رفيعة وموسوعية، تؤهله لقيادة مسيرة المكتبة في مرحلتها الحالية وخطواتها المستقبلية، كمنارة للعلم والمعرفة والثقافة في مصر والمنطقة والعالم. ونحن إذ نرحب بالدكتور الفقي في موقعه الجديد مديرا لمكتبة الاسكندرية، التي هي في نظرنا ونظر كل العالم صرحا حضاريا وثقافيا كبيرا، ومركزا للاشعاع التنويري والابداع الفكري والثقافي والتراث الانساني،...، فإننا في ذات الوقت نتوجه ببالغ العرفان والتقدير للدكتور إسماعيل سراج الدين، علي الجهد الكبير الذي قام به طوال الخمسة عشر عاما الماضية، كي تصبح مكتبة الاسكندرية علي ما هي عليه الآن واحدة من أكبر وأهم صروح الفكر والثقافة والتنوير والإشعاع الحضاري في مصر والمنطقة والعالم كله.