علي امتداد سنوات طويلة .. وأنا أتابع نشأة الاتحاد الأوروبي وتطوره.. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.. ومع بداية دورة النهضة الأوروبية الحديثة.. عندما اندحرت ألمانيا وبدأت ألمانيا المهزومة تبحث عن شركاء لعودة نهضتها في ظل مشروع مارشال الأمريكي الذي كان هو بداية عصر هذه النهضة الحديثة.. وراح أديناور زعيم ألمانيا الجديد يزور الجنرال ديجول في قصر الإليزيه.. الذي عاد إليه بعد قيادته للمقاومة الفرنسية في اتحاد أوروبا والشرق الأوسط. وأتصور أن مشروع الوحدة الأوروبية بدأ هناك علي اعتبار أن أحد أبناء فرنسا من قرية الكونياك هو الذي نادي به لكن البداية الرسمية كانت في روما باشتراك ست من الدول هي هولندا وبلجيكا ولكسمبورج وفرنساوألمانيا وإيطاليا وتم الإعلان عن قيام هذا الاتحاد في روما في مارس من سنة 1957 وأصبح اسمه في ذلك الوقت: اتحاد الحديد والفحم.. وهما المكونان الأساسيان لآلة الحرب وهما اللذان سيكونان بعد ذلك آلة التقدم والسلام. وتطور حتي أصبح السوق الأوروبية المشتركة ثم الاتحاد الأوروبي بعد توقيع اتفاقية ماستريخت.. وتم تتويجها باتفاقية شنجن "الميدان".. وكانت قمة هذه المجموعة ألمانياوفرنسا.. وراحت تكبر حتي أصبحت ثماني وعشرين دولة.. ولم تنضم المملكة المتحدة لهذه المجموعة إلا في سنة 1971 ولم توقع علي كل المعاهدات! أما فرنسا فهي أساس متين من الأسس التي قام عليها هذا الاتحاد رغم بعض المشاكل الاقتصادية التي كانت ألمانيا تعينها عليها في البداية وحتي يومنا هذا.. وليس من السهل علي فرنسا أن تخرج من الاتحاد الأوروبي ولا أن تصوت علي خروجها منه.. التيار المتطرف هو الذي يريد الخروج.. والتيار القومي هو الذي لايفكر في هذا.. ومن هنا كان الاستطلاع الأخير علي التيار القومي بأكثر من 61٪ وأصبحت هزيمة لوبان شبه مؤكدة.. وعلي دول أوروبا أن تفكر كلها في اتحاد جديد.. أما انجلترا (المملكة المتحدة) فإنها مازالت وسوف تبقي كثيرا تفكر في حلول لمستقبلها بعد إعلانها الخروج منه.