وهما الدولتان اللتان أمضيت فيهما أقل الأوقات في أوروبا.. علي الرغم من الأهمية القصوي لكل منهما.. فبروكسل.. هي عاصمة بلجيكا.. وتحتل هذه العاصمة مكانة أوروبية ودولية لها حسابها.. فهي أولا عاصمة الناتو.. حلف شمال الأطلنطي.. عاصمة القوة الغربية.. أمريكا وحلفائها.. وهي عاصمة الاتحاد الأوروبي (28 دولة حاليا) من أجل هذا أصبحت واحدة من أكثر عواصم الدنيا اجتذابا للبنات.. بسبب بسيط جدا أن كل مدينة فيها مركز دولي لشيء ما.. تكون السكرتيرات مطلوبات.. ومن هنا فقد كانت جينيف (السويسرية) مهمة لأن فيها المركز الأوروبي الأول للأمم المتحدة.. «قصر الأمم» وراحت تزاحمها فيينا.. التي أصبحت مركزا ثانيا للأمم المتحدة خاصة من أجل التحكم النووي في العالم.. أصبحتا مدينتين مجتذبتين للفتيات العاملات سكرتيرات بحيث راحت نسبة البنات تعلو علي الذكور أربعا لواحد.. وكانت نيويورك مركز الأممالمتحدة الأساسية تعلو علي هذا ثم أصبحت بروكسل العاصمة البلجيكية أكثر منها جميعا بحيث زادت نسبة البنات علي الذكور ستا إلي واحد.. أو أكثر قليلا. وليست هذه هي الميزة الوحيدة لبروكسل.. ربما اشتهرت أكثر بصناعة الشيكولاتة.. أرقي أنواعها هناك يقال لها «قطعة الذهب» coredor.. تفوح من كثير من شوارعها في منتصفها رائحة الشيكولاتة.. وفيها يعلو ثمنها علي أثمان الشيكولاتة في ألمانيا.. وسويسرا التي كانت تعد أهم دولة منتجة للشيكولاتة.. لكنني بعد زيارتي للكسمبورج أدركت حقيقة جديدة. فلوكسمبورج وهي دوقية وليست دولة.. ولكنها من أوائل الدول التي كونت «اتحاد الحديد والفحم» الذي تحول فيما بعد إلي السوق الأوروبية المشتركة.. ثم المجموعة الأوروبية ثم الاتحاد الأوروبي بعد اتفاقية «ماستريخت» جنوبهولندا والذي أعطي هذا الاتحاد شكلا من أشكال الوحدة الكاملة بحرية الحركة في كل شيء.. حركة المال والأعمال والشركات والناس والإقامة في داخل الدول جميعا.. نعم كانت بروكسل من مجموعة الدول الست التي وقعت علي الاتفاقية الأولي في روما في مارس من عام 1957.. بعد سنوات من وضع الحرب العالمية الثانية أوزارها.. المهم.. أنني كنت أجري في ذلك اليوم من محطة السكة الحديد في لكسمبورج لألحق موعدي مع السيدة سيمون فيي رئيسة البرلمان الأوروبي.. وعقب لقائها.. كنت أجري أيضا لألحق بالقطار عائدا إلي بروكسل.. لألحق الطائرة عائدا إلي القاهرة.. أدركت أن رائحة «الملبّس» كانت تملأ أنفي.. ذهابا وإيابا وكأنني أمشي في «درب البرابرة» هنا في وسط القاهرة.. نعم عرفت بعد هذا أن «الملبس» الذي يقدم في الأفراح من أهم منتجات هذه الدوقية العظيمة التي كانت اتفاقية «شنجن» أهم ما خرجت به.. وهذه الاتفاقية التي يعرفها كل من أراد الحصول علي تأشيرة دخول لمجموعة الدول الأوروبية باعتبار أن شنجن هو اسم ميدان من ميادينها..