أيام ويغادر د.إسماعيل سراج الدين مكتبة الإسكندرية (بعد 16 عاما من رئاستها، وبعد أن رفض التجديد له لسنوات أخري)!! وطبقا للوائح هناك مجلس أمناء للمكتبة يضم كتابا ومفكرين وعلماء مصريين وأجانب، وشخصيات دولية بارزة، بينهم رؤساء سابقون لكل من فنلندا، رومانيا، بلغاريا، الأكوادور، ألبانيا، لاتفيا، إلي جانب رئيس وزراء النرويج والبوسنة والهرسك السابقين.. اختيار مدير جديد للمكتبة مسئولية مجلس الأمناء، يختار مدير المكتبة لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد..لكن منذ افتتاح المكتبة 2002 وعلي امتداد السنوات، كانت تلك القواعد واللوائح صورية، واختيارات مجلس الأمناء أيضا صورية.. فاختيار مدير المكتبة منذ اليوم الأول، واستمرار د.إسماعيل سراج الدين علي مدي 16 عاما مديرا لمكتبة الإسكندرية، كان دائما قرارا سياسيا أو قرارا سياديا، يتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية..المكتبة بأكملها كانت تتبع مباشرة الرئاسة، وكانت سوزان مبارك هي رئيس مجلس الأمناء، تمتلك حق التوقيع إلي جانب توقيع سراج الدين، وتتلقي أيضا التبرعات الدولية!! اقترح بعض أعضاء مجلس الأمناء، ضرورة الإعلان عن منصب رئيس مكتبة الإسكندرية، والسماح بترشح شخصيات عالمية لها ثقلها الدولي، باعتبار المكتبة مؤسسة دولية..وفكرة الإعلان عن شغل المنصب فكرة صائبة، تسمح بالتنوع والاختيار المناسب وفقا لشروط ومعايير فنية وثقافية موضوعية دقيقة، وإن كنت أفضل أن تحتفظ مصر وحدها بحق شغل المنصب، حفاظا علي الخصوصية القومية للمكتبة، وتاريخها المصري العريق. من يخلف إسماعيل سراج الدين؟..سؤال ينطوي علي خيارات سياسية بالتأكيد، لكن ذلك لا ينفي ضروة اختيار شخص يتمتع بعلاقات دولية مميزة، وخبرة وكفاءة إدارية وفنية عالية، وثقافة واسعة بالضرورة.