جاءت تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة في اجتماعاته هذا الأسبوع لتؤكد علي الرعاية الكاملة للفقراء ومحدودي الدخل ومد شبكة الحماية الاجتماعية للمستحقين : وجاءت توجهاته لرئيس الوزراء شاملة عدة تكليفات لتحقيق هذا الأمر ومن بين هذه التكليفات ساختار تكليفا واحدا للتعليق عليه في هذا المقال وهو تحسين معيشة الموطن البسيط وأعتقد أن رغيف الخبز المدعم هو في مقدمة ذلك فقد طال الفساد منظومة الدعم بصفة عامة ورغيف الخبز بصفة خاصة ما يتطلب مراجعة هذي المنظومة لتخفيف العبء علي الموازنة. فلا يعقل أن تتحمل الميزانية العامة للدولة بعد تحرير سعر الصرف ما يعادل 200 مليار جنيه لاستيراد القمح اللازم لرغيف الخبز المدعم : حيث يتم تدعيم كل رغيف بنصف جنيه وإذا افترضنا أن هناك 60 مليون مواطن يحصلون يوميا علي 300 مليون رغيف فإن ميزانية الدولة تتحمل لكل مواطن تكلفة يوميا تقدر 3 و نصف جنيه في رغيف الخبز منها جنيه ثمن القمح و2 ونصف جنيه للدعم وبإجمالي 1300 جنيه سنويا للفرد الواحد وفِي الحقيقة فإن هذا الدعم لا يصل لمستحقيه فليس هناك 60 مليون مواطن يحصلون علي الخبز يوميا وأكبر دليل علي ذلك ما يصرف من سلع مقابل نقاط الخبز. حقيقة أن تكلفة رغيف الخبز المدعم تصل إلي حوالي 40 مليار جنيه سنويا فرضا أن 60 مليون مواطن يأخذون حصتهم يوميا كاملة من الخبز وهذا المبلغ يتم سرقة أكثر من نصفه وقد استبشرت خيرا باختيار الدكتور علي مصيلحي وزيراً للتموين والذي أكد في تصريحات بمقر مجلس الوزراء عن إعادة دراسة منظومة الدعم لتصحيح المسار وضمان وصول الدعم إلي مستحقيه واستبدال الدعم العيني بالدعم النقدي للقضاء علي السرقة والمخالفة الصارخة في هذه المنظومة وقد نجح في الخروج من أزمة الكارت الذهبي للمخابز : وقد تم تسليم أكثر من 100 ألف كارت للمواطنين في سبع محافظات مؤكدا أنه لا مساس بحصة الخبز في البطاقات التموينية.