محاولة سرقة 5 لوحات لمحمود سعيد من (متحف الفن الحديث) بأرض الأوبرا، أو سرقتها بالفعل في (12 يناير) ثم اكتشاف السرقة واستعادة اللوحات في (19 يناير) يضعنا أمام علامات إستفهام عديدة ؟؟.. حيث الإهمال والتسيب وتسهيل السرقة، لا يقل خطورة عن السرقة نفسها... حصل السارق وهو مخرج سينمائي، علي تصريح من رئيس قطاع الفنون التشكيلية، لتصوير بعض لوحات محمود سعيد من المتحف، بهدف إعداد فيلم تسجيلي، وبالفعل سمح للمخرج بدخول المخازن، والقيام بعملية استبدال اللوحات الأصلية بلوحات مستنسخة، ثم الخروج من المتحف باللوحات الأصلية!! المثير للدهشة والسؤال.. كيف تمت الموافقة علي قيام أحد الأشخاص (حتي لو امتلك تصريحا) بدخول المخازن وتصوير اللوحات، دون مرافقة أحد من أفراد الأمن، أو أحد من مسئولي المتحف، أو من أمناء العهدة؟!.. كيف سمح للسارق بالدخول إلي المتحف حاملا حقيبة، تحتوي الأعمال المزورة، ثم الخروج بحقيبة تحتوي الأعمال الأصلية، دون تفتيش محتويات الحقيبة ودون فحص ومراقبة؟!.. صحيح أنه تم اكتشاف السرقة عبر الكاميرات ومنظومة الحماية الموجودة بالمتحف، والتي أظهرت قيام المخرج باستبدال اللوحات، لكن لماذا لم تعمل هذه المنظومة منذ البداية؟ ولماذا كان الإهمال والتسيب، الذي سمح ببساطة باستبدال اللوحات وسرقتها؟... في 2010 تم اختراق متحف (محمد محمود خليل) وسرقة لوحة (زهرة الخشخاش) لفان جوخ والمقدر ثمنها ب 55 مليون دولار، وبعد مطاردات بوليسية غريبة تمت استعادة اللوحة، دون ثقة كاملة إن كانت هي اللوحة الأصلية أم لوحة مزورة!!... سهولة اختراق وسرقة المتاحف تدفعنا للتشكك، والمطالبة بجرد وفحص كل اللوحات الموجودة في المتاحف المصرية، ومراجعتها وتوثيقها والتأكد من أصليتها وصحتها وسلامتها.