خلال اليومين الماضيين ألقينا نظرة متأملة علي ما يموج به العالم من وقائع إرهابية وأحداث دامية بطول وعرض الخريطة الدولية،..، وانتهينا إلي ضرورة توحد العالم بدوله وشعوبه لمواجهة الإرهاب الدولي بعد أن استفحل خطره وبات يهدد الجميع. واليوم نلقي نظرة فاحصة علي عالمنا العربي، وما يجري فيه، وما يحدث له بيد أبنائه وأيدي الآخرين،..، وهذه النظرة تكفي بالقطع للشعور بأسف بالغ علي تردي الأوضاع العربية بصورة عامة، وتكفي أيضا لإيقاظ مواطن كثيرة للألم والأسي في نفس كل مواطن عربي يحب أمته العربية ويؤمن بانتمائه لهذه الأمة. وهذه النظرة تكفي للادراك بسوء ما يجري علي الأرض العربية، في ظل ضبابية الصورة وما يغلفها من ظلال وما يكتنفها من سحب وغيامات، وما ينتشر فيها من عتامة وعدم اتساق بل وتنافر في المبني والمعني. ولا مبالغة في القول بأن صورة عالمنا العربي في إطارها العام لا تبشر بخير، ولا تتيح طريقا للأمل في غد أفضل لدوله وشعوبه، في ظل ما أصبحت عليه من تشتت وانقسام واقتتال وتناحر، نتيجة الصراعات القائمة بينها والصدامات الجارية علي أرضها، وما تجره علي الأمة العربية من خراب ودمار. ولا يخفي علي أحد منا أن هذا الواقع البائس الذي يكتنف عالمنا العربي، وما يعكسه من ضعف واضح وشامل وما يؤكده من غيبة للوعي القومي العام بضرورة الاتحاد في مواجهة الأخطار المحدقة بنا من كل جانب،..، قد جعل العرب نهبا للطامعين وأرضا مستباحة لقوي الشر ومسرحا لعبث العابثين، ومرتعا خصبا لعصابات الإرهاب وجماعات الإفك والضلال. وفي ظل ذلك أصبح عالمنا العربي يعيش هذه الأيام فترة من أخطر الفترات في تاريخه، بقياس الأثار المتوقعة والنتائج المنتظرة، نتيجة هذا الانقسام وتلك الصراعات والصدامات المشتعلة بين دوله وشعوبه.