نظرة واحدة وسريعة علي عالمنا العربي، وما يجري فيه وما يحدث له بيد ابنائه وأيدي الاخرين، تكفي لإيقاظ مواطن كثيرة للألم والأسي في نفس كل عربي، في أي بقعة منه وأي دولة من دوله الواقعة علي خريطته الممتدة من المحيط إلي الخليج، والمنبسطة علي قارتي أفريقيا وآسيا. نظرة واحدة تكفي للادراك بان ما يجري من احداث وما يتري من وقائع لا يبعث علي التفاؤل علي الاطلاق، وأن الصورة في مجملها ضبابية، كما انها غيرمضيئة في تفاصيلها، في ظل ما يكتنفها من غيامات وظلال، وما ينتشر فيها من تشتت وانقسام واقتتال وتناحر. ولا مبالغة في القول بأن صورة عالمنا العربي في اطارها العام لا تبشر بخير، ولا تفتح طريقا للأمل في غد افضل لدولة وشعوبه، التي اصبحت خلال الخمس سنوات الماضية وحتي اليوم، تموج بالصراعات وتفور بالصدامات المسلحة والدموية. وعلي الارض العربية الان تجد قوي وقوات وجيوشا من كل بلاد الدنيا تتصارع وتتصادم تحت شعارات مختلفة ولأجل اهداف مختلفة،..، الكل يدعي انه يسعي لمصلحة العالم العربي وانه يعمل لإنقاذ الشعوب العربية، في حين انه يسعي لتحقيق مصالحه ويعمل من اجل اهدافه وأن الضحية هم العرب. وبجوار كوكتيل القوي والقوات المتحالفة والمتصارعة والمتصادمة ايضا علي الارض العربية، والتي تتنوع وتتعدد لتشمل امريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وايران.. وأيضا تركيا، نجد كوكتيل آخر من الميليشيات والجماعات والمنظمات المتطرفة والارهابية يشمل ألوانا شتي مثل «القاعدة» و«داعش» و«النصرة» و«السلفية الجهادية»،..، وغيرها وغيرها،..، وكلها تتقاتل وتخرب وتدمر. ونتيجة هذا الواقع البائس وما يعكسه من فرقة عربية وضعف عربي واضح وشامل، وغيبة مؤكدة للوعي القومي بضرورة الاصطفاف والاتحاد في مواجهة الاخطار المحدقة بنا من كل جانب، اصبح عالمنا العربي نهبا للطامعين وارضا مستباحة لقوي الشر والعنف والدمار والتخريب، ومسرحا لعبث العابثين، ومرتعا خصبا لعصابات الارهاب وجماعات الافك والضلال والتكفير. وفي ظل ذلك كله اصبحنا نعيش هذه الايام فترة من اخطر الفترات في تاريخ امتنا العربية، بقياس الآثار المتوقعة والنتائج المنتظرة، وبرصد المتغيرات الجارية علي ارضنا العربية الان وسط النيران المشتعلة وبحور الدم الجارية.