لا يمكن أن يكون خافيا علي المتابعين للأنشطة الإرهابية ما يستهدفه انتعاش عملياتها الإجرامية وما وراء ذلك من دوافع. في هذا الإطار لا يمكن الفصل بين تصاعد هذه الأحداث الدموية التخريبية وبين ما يدور علي الساحة سواء من تصفيات ناجحة للبؤر الإرهابية في سيناء وكذلك حسم المحاكم لقضايا الإرهاب المنظورة أمامها بصدور أحكام رادعة تتوافق وفداحة الجرم الذي يتم ارتكابه. أحد هذه الأحكام يتمثل في قرار محكمة النقض بتأييد حكم إعدام الإرهابي المجرم حبارة الذي دبر وشارك في مذبحة أحد مواقع قواتنا المسلحة في سيناء والتي راح ضحيتها ما يزيد علي 25 شهيد تم الغدر بهم وهم صائمون في رمضان. يأتي ذلك أيضا مواكبا للنجاح الذي حققته قواتنا المسلحة ورجال الأمن في تأمين العديد من المدن والقري في شمال سيناء من عصابات الإرهاب بالقضاء علي أفرادها أو بهروبهم إلي خارجها بما سمح لسكانها بالعودة إليها. هذه العمليات الحاسمة من جانب قواتنا المسلحة حققت تطهير سيناء من كل هذه العناصر التي زرعتها وسمحت بانتشارها جماعة الإرهاب الإخواني إبان سطوها علي حكم مصر. هذه الحقيقة وهذا الواقع الذي جري التصدي له أكده وفضحه ما سبق أن صدر عن القطب الإخواني »البلتاجي» عندما هدد باشتعال الأعمال الإرهابية ردا علي نجاح الشعب في الإطاحة بحكم جماعته الإرهابي الغابر. يرتبط بهذه التطورات المتسارعة التي كان من بينها حادث الموقع الأمني في الهرم وحادث كفر الشيخ وتبعهما بعد أيام قليلة هذا العمل الإرهابي البشع الموجه ضد كنيسة البطرسة في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وما لحق به من الدمار وسقوط عشرات الضحايا الأبرياء. إن هدف الذين خططوا وقاموا بهذا التفجير الغادر هو الحقد الأسود والرغبة في الانتقام من الأخوة الأقباط لانتصارهم لمصريتهم بالوقوف إلي جانب ثورة 30 يونيو. إنهم توهموا أن إجرامهم يمكن أن يؤدي إلي فتنة لتمزيق النسيج الوطني. مع تقديرنا للإجراءات الأمنية وبالنجاحات في الحملات الاستباقية ضد البؤر الإرهابية فإن ذلك كان يستوجب المزيد من عمليات التأمين للمواقع والمنشآت التي قد تكون هدفا مغريا لهذه المخططات. في هذا الشأن فإنه كان لابد من الالتزام بمتطلبات التأمين والتفتيش عند دخولها. هنا لابد من الإشارة إلي أن القائمين علي الإجراءات الأمنية التي من المفروض انها مطبقة.. مسئولون عن تسهيل هذا الحادث الارهابي.. علي هذا الاساس فإن المسئولية الكاملة للحادث يتحملها وبشكل إساسي اهمال وتهاون العنصر البشري المسئول عن تنفيذها. كان يجب أن يوضع في الاعتبار توقع مثل هذا الحادث حيث تجمعات الاخوة المسيحيين للصلاة يوم الأحد. ما اعلن وأذيع عن الانفجار وموقعه بالمبني يشير إلي أن العبوة الناسفة تركت في داخل الكنيسة البطرسية الملحقة وهو ما كشفته مظاهر الدمار. هذا يعني انه كان هناك ونتيجة لضغوط الزحام.. تهاون في إجراءات التفتيش. ما كان هذا يجب أن يحدث خاصة مع تصاعد الموجة الإرهابية السائدة والتي كانت متوقعة علي ضوء تطورات المحاكمات ونجاح قوات الجيش والأمن في انهاء الوجود الإرهابي في معظم شمال سيناء. الأمل حاليا في كشف المجرمين الذين قاموا بهذا العمل الدموي علي الكاميرات وأقوال الشهود. من ناحية أخري ومن خلال تحليل وتوقيت هذه السلسلة المتتالية من العمليات الإرهابية فإنه يمكن توصيفها بأنها ليست سوي تجسيد لليأس الذي عبّر عنه التفجير الذي أختير له يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. إنها تأتي في وقت ترتفع فيه بعض الاصوات بالدعوة إلي التصالح مع الجماعة الإرهابية من جانب الاذناب والعملاء والمؤيدين الذين يتآمرون علي تخريب ودمار مصر. انهم يتوهمون وبعداقتراب انهاء الوجود الإرهابي في سيناء أنهم يمكنهم من خلال هذه الاعمال الارهابية المساومة علي مشروع المصالحة. بناء علي ذلك أصدروا الاوامر إلي الخلايا النائمة المأجورة للقيام بها لتحقيق مايمكن من مكاسب. ما يجب ان يفهمه هؤلاء الخونة ان الشعب المصري قد حسم أمره واتخذه قراره في إنهاء وجود هذه الجماعة العميلة المتآمرة علي مقدراته الي غير رجعة.