إذا ظلت الرياضة في مصر ساحة للبلطجة والانفلات الأخلاقي والسباب والشتائم والتهديد والخروج علي النظام والقانون وتناول الآباء والأمهات بالسوء واتهام الشرفاء وسلب الحقوق والتهديد بقطع الطرق، فبلاها رياضية إذا كانت ستصبح وسيلة للانفلات وتدمير قواعد المجتمع وإشاعة الفوضي ونشر السلوكيات السيئة .. وإذا كانت الساحة الرياضية قد ابتليت بنفر ممن لا أخلاق لهم فعاثوا فيها فسادا وبلطجة و"قلة أدب"، فإن المسئولية تقع علي الدولة والمجتمع.. والدولة هنا ممثلة في الحكومة والوزير المسئول عن الشباب والرياضة، وسكوتهما إزاء هذه الظاهرة وعدم ضربهما بيد من حديد علي البلطجة والبلطجية.. سيجعل الظاهرة تتفاقم ، ولابد من التحرك بقوة قبل أن يضيع كل شيء.. أما المجتمع فعليه أن يوقف هؤلاء الذين استمرأوا البلطجة ولابد من التصدي لهم وردعهم وعدم الخوف منهم أو من تهديداتهم، فهم ليسوا إلا طبولاً جوفاء لا ينتج عنهم سوي الضجيج، وإذا كان هناك من في المجتمع يشجع هؤلاء فعلي المجتمع أن ينبذهم أيضا ويكشفهم.. وعلي الساحة الصحفية والإعلامة أن تنظف نفسها من فساد مؤيدي البلطجة والبلطجية.. وكفاية "ٍقرف".. وإذا كان هناك مثل شعبي يقول "الغجرية ست جيرانها" فهو مثل يدعو إلي الخوف والخنوع، ولابد من نبذه، حتي يتصدي الجيران لأي غجرية ويوقفوها عند حدودها.. انت فين يا وزير الشباب والرياضة؟ في يدك انقاذ الساحة الرياضية، فتحرك ولا تخف! نكشف يوماً بعد يوم ابعاد ما يفعله رئيس الزمالك، فهو من ناحية يريد أن يثبت لنفسه وللآخرين أنه "شجيع السيما" الذي يخافه الجميع ويتجنبون مواجهة انفعالاته وتهديداته، والآخرون بسكوتهم وتجنبهم مواجهته يجعلونه يعتقد أنه الأقوي والشجيع الذي يخشاه الجميع، ومن ناحية أخري فهو يريد كلما ظهر جلياً الانحياز التحكيمي الواضح لفريقه وحصوله علي انتصارات وتعادلات ظالمة للآخرين، أن يبعد الأنظار عن ذلك بإدعاء العكس وإلقاء الاتهامات والتهديدات، والغريب أن هذه اللعبة مكشوفة ولكن السكوت من جانب الآخرين يشجعه علي الاستمرار في اللعبة.. وقد رأي الجميع حكم مباراة أسوان والزمالك سمير محمود عثمان وهو يغمض عينيه عن ضربتي جزاء - علي الأقل - ليحرم أسوان من حقها في الفوز، مثلما حدث من قبل مع طنطا ووادي دجلة وغيرهما. "اسمع كلامك اصدقك اشوف أمورك استعجب"، هذا المثل الشعبي ينطبق تماما علي قناة النيل للرياضة الضعيفة في كل شيء، فكل يوم يصدعنا مذيعوها ومذيعاتها بانتقاد ما يرونه علي الشاشات الأخري التي يتهموها باشاعة الفوضي والتطرف والدعوة للشغب في الوسط الرياضي، وعندما نري برامجهم نجدها أكثر تطرفا ودعوة للتميز، بما يقوله هؤلاء وضيوفهم الذين ينتقي أغلبهم لتحقيق ذلك الهدف.. والعجيب أن لا أحد من مسئولي التليفزيون لا يتحرك لإيقاف تلك المهزلة.. لازم "مبسوطين"! الأهلي أخذ مكانه الطبيعي علي قمة جدول ترتيب أندية الدوري.. وسوف تسير قافلته نحو تحقيق هدفه بكل عزم واصرار.. ويساعده في ذلك عدم الالتفات إلي الصغائر وعدم الرد علي المهاترات.