إيه الحكاية؟ ولماذا تصاعدت حدة الانتقادات نحو أمريكا وإدارة أوباما بشأن قضية التجسس.. رغم أن الموضوع قديم، وسبق طرحه عالميا خاصة بعد تصريحات العميل الأمريكي الهارب لروسيا »سنودن« الذي كشف فيها عن تجسس العم سام من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لأي شخص حول العالم. ولكن الجديد هذه المرة أن التجسس لم يطل شخصيات في فرنسا أو أمريكا اللاتينية.. بل طال أقوي شخصية أوروبية مؤيدة لأمريكا علي طول الخط سواء كانت: ظالما أو مظلوما: وهي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.. التي تجسسوا علي هاتفها المحمول!! والقصة لم تطل ميركل وحدها، بل زعماء من أوروبا وأمريكا اللاتينية - بالإضافة لأشخاص من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها: »الفيس بوك« و»تويتر« و»نيتسكاب« وخدمات البريد الإلكتروني »الإيميل« حو العالم وهو ما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بأن يصر علي أن يناقش الزعماء الأوروبيون القضية في قمتهم الأخيرة في العاصمة البلجيكية »بروكسل« وبعد تعرض ملايين المكالمات التليفونية في فرنسا لتنصت أجهزة العم سام الاستخباراتية مثل : المخابرات ال CIA ومكتب التحقيقات الفيدرالية ال FBI ووكالة الأمن القومي. وطالب هولاند ومعه زعماء آخرون.. بأن تقدم أمريكا إيضاحات حول نشاط وكالة الأمن القومي بالذات داخل أوروبا، وبعد انتشار تصريحات للعميل الأمريكي السابق »إدوارد سنودن« حول تجسس أمريكا علي العالم. وفي وقت سابق.. استدعت الحكومة الألمانية السفير الأمريكي في برلين لتوضيح ماحدث.. وبعد أن نقاشت ميركل الموضوع ذاته في مكالمة هاتفية مع أوباما.. والذي أكد لها أن أمريكا لا تتنصت علي مكالمتها، ولكنه لم ينف قيام المخابرات الأمريكية بالتنصت عليها قبل ذلك! وقبل ذلك بقليل.. ثارت الحكومة الفرنسية من ذات الموضوع، وخاصة بعد أن كشفت عدة تقارير صحفية فرنسية وأوروبية عن أن وكالة الأمن القومي الأمريكي تتجسس منذ سنوات علي عدة ملايين من المكالمات التليفونية التي يتم إجراؤها داخل فرنسا محليا ودوليا.. وهو ما كشفته »اللوموند« الفرنسية وصحف أخري، وأكدت أن الوكالة سربت وراقبت معلومات من تليفونات فرنسية خاصة برجال أعمال كبار وعدد من المسئولين داخل الحكومة الفرنسية أو علي صلة مباشرة بها، بالإضافة لأشخاص آخرين مقيمين داخل الأراضي الفرنسية وتشتبه وكالات المخابرات والأمن القومي الأمريكي، في ضلوعهم بأنشطة إرهابية قد تهدد أمريكا في المستقبل. معلومات أخري قالت إن سنودن قد سرب معلومات تؤكد أن أجهزة المخابرات في أوروبا.. قد فككت عدة شفرات لوسائل اتصالات سرية منها مكالمات تليفونية ومعاملات بنكية.. كانت تستعين بها وكالات المخابرات الأمريكية للتجسس علي مسئولين في بريطانياوفرنسا بخاصة، بالإضافة لإتلاف الأمن البريطاني لعدة أقراص صلبة (سيديهات) كانت تحوي أسرارا سربها سنودن، خاصة بالأمن القومي البريطاني.. ولصالح أمريكا! وغير بعيد عن ذلك كله.. سرب نفس الرجل معلومات قيمة أخري.. تؤكد أن أمريكا وبخاصة وكالة الأمن القومي الأمريكي تجمع نحو 052 مليون عنوان بريد الكتروني في كل عام حول العالم.. بغرض التجسس عليها.. ومن هذه العناوين: عناوين خاصة بمؤسسات وشركات وهيئات داخل أمريكا ذاتها.. وبعضها الآخر خارجها. ومن خلال هذه العناوين.. تمكنت هذه الأجهزة الاستخباراتية من التوصل للعلاقات الخفية بين أشخاص وضعتهم رهن المراقبة وبين عدة أجهزة ومنظمات وأشخاص يرعون الإرهاب حول العالم. وطبقا لذلك أيضا.. تمكنت وكالة الأمن القومي الأمريكي من الوصول للخوادم الخاصة بشركات الإنترنت الدولية. بل وصل العدد الذي تمكنت من وضع يديها عليه طبقا لوثيقة سربها سنودن إلي 444 ألف عنوان لبريد الكتروني علي yahoo و105 آلاف علي Hotmail و82 ألفا علي Facebook و33 ألفا علي Gmail .. وكل ذلك في يوم واحد! ويتم التجسس خلال دخول المستخدم لهذه المواقع ومحركات البحث أو عند إرساله رسالة منها بالبريد الالكتروني.. والقوائم التي رصدها سنودن تضم أسماء وعناوين لمنازل.. وشركات ومعلومات عن عائلات بأكملها داخل وخارج أمريكا، بالإضافة لقوائم اتصالات عملاقة خاصة بشركات الإنترنت العملاقة. ويبدو أن الموضوع لن ينتهي بسهولة.. وستتضح عنه خيوط وأسرار أخري.. خاصة مع التسريبات شبه المنتظمة لعميل المخابرات الأمريكية السابق: سنودن، الذي طلب اللجوء السياسي لروسيا، وسرب عشرات الوثائق حول تجسس العم سام علي العالم، وتلقفت وثائقه العديد من الصحف العالمية مثل: نيويورك تايمز وواشنطن بوست الأمريكية. والجارديان البريطانية، واللوموند الفرنسية، بالإضافة لأجهزة استخباراتية في أمريكا اللاتينية وأوروبا.. تجسس عليها العم سام بالفعل!!