استدعت فرنسا أمس سفير الولاياتالمتحدة في باريس عي خلفية كشف صحيفة لوموند الفرنسية عن قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بالتجسس علي اتصالات الفرنسيين داخل فرنسا. في الوقت الذي طالبت فيه المكسيكواشنطن بإجراء تحقيق سريع بشأن تسريبات حول تجسس علي مراسلات الرئيس المكسيكي السابق فيليب كالديرون. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه استدعي فورا سفير الولاياتالمتحدة. ووصف الوزير الفرنسي الممارسات الأمريكية بأنها تنتهك الحياة الخاصة وغير مقبولة تماما, مشددا علي ضرورة التأكد سريعا جدا من أنها توقفت. وأوضح فابيوس أن باريس قامت في وقت سابق بالتعاطي مع واشنطن بشأن تسريبات حول التجسس علي الاتصالات الفرنسية ولكنه قال: علي ما يبدو لا بد أن نذهب إلي أبعد من ذلك. ومن جانبه, اعتبر وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس أن المعلومات بشأن تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية علي نطاق واسع علي اتصالات الفرنسيين تثير الصدمة وتستدعي إيضاحات. وبحسب صحيفة لوموند فإن وكالة الأمن القومي الأمريكية قامت بتسجيل3,70 مليون بيان هاتفي للفرنسيين طيلة ثلاثين يوما بين10 ديسمبر2012 و8 يناير.2013 واستشهدت الصحيفة بوثائق سربها العميل السابق في الوكالة الأمريكية إدوارد سنودن خلال يونيو الماضي. وأشارت لوموند إلي أن وكالة الأمن القومي الاميركي تملك عدة سبل لجمع المعلومات, فعندما يتم استخدام بعض ارقام الهاتف في فرنسا, فإنها تقوم بتفعيل اشارة تطلق تلقائيا عملية تسجيل بعض المكالمات. كذلك يطال هذا التنصت الرسائل الهاتفية القصيرة ومضمونها بالإستناد إلي كلمات مفاتيح. وفي النهاية, تقوم وكالة الامن القومي بشكل منهجي بالاحتفاظ بسجل الاتصالات لكل رقم مستهدف. وتعطي الوثائق التي نشرتها لوموند إيضاحات كافية تدفع للاعتقاد بأن أهداف وكالة الأمن القومي تشمل أشخاصا يشتبه في صلاتهم بانشطة إرهابية وأيضا أفرادا يتم استهدافهم فقط لانتمائهم إلي عالم الأعمال أو السياسة أو الإدارة الفرنسية. وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذا التجسس يندرج ضمن اطار برنامج بعنوان يو إس-985 دي. وبحسب لوموند فإن التفسير الواضح لهذا الرمز لم يحدد حتي اليوم في الوثائق التي قدمها سنودن أو من قبل عناصر سابقون في وكالة الأمن القومي الأميركية, مضيفة أنه علي سبيل المقارنة, فإن البرنامج الذي تم من خلاله التنصت علي مكالمات في المانيا كان يحمل عنوان يو اس-987 ال ايه ويو اس-987 ال بي. وذكرت أن هذه السلسلة من الأرقام تدل إلي الحلقة التي وصفتها الولاياتالمتحدة ب الطرف الثالث وينتمي إليها كل من فرنسا وألمانيا والنمسا وبولندا وبلجيكا. أما الطرف الثاني فيعني به البلدان الانكلوساكسونية القريبة تاريخيا من واشنطن منها بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا. والطرف الأول يضم الاجهزة الاستخبارية الامريكية ال.16 وفي أزمة دبلوماسية ثانية في نفس اليوم علي خلفية التجسس علي الاتصالات أيضا, طلبت المكسيك إيضاحات من واشنطن اثر معلومات كشفتها مجلة دير شبيجل الألمانية حول تجسس أجهزة المخابرات الأمريكية علي البريد الإلكتروني للرئيس السابق فيليب كالديرون عبر عملية أطلقت عليها السائل المسطح. وذكرت دير شبيجل- استنادا إلي وثائق سربها سنودن- أن الوكالة قامت بمراقبة اتصالات الحكومة المكسيكية علي مدي سنوات. وشددت وزارة الخارجية المكسيكية علي إدانتها القاطعة للانتهاكات لسرية اتصالات المسئولين والمواطنين المكسيكيين, مطالبة بضرورة إجراء تحقيق باسرع وقت ممكن. وبحسب البيانات التي نشرتها دير شبيجل فإن وكالة الأمن القومي الأمريكية تمكنت ف خلال مايو2010 من الاطلاع علي الرسائل الالكترونية للرئيس السابق كالديرون وغيره من المسؤولين المكسيكيين. وكانت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف علقت الشهر الماضي زيارة رسمية للولايات المتحدة اثر الكشف عن حالات تجسس من قبل الوكالات الأمريكية علي اتصالاتها واتصالات زملاء مقربين وشركات مثل شركة النفط العامة العملاقة بيتروبراس. وبحسب دير شبيجل فإن التجسس علي الرئيس المكسيكي السابق قد تثير توترا بين المكسيكوالولاياتالمتحدة.