من يمح إنجازات غيره فسيأتي بعده من يمحو إنجازاته، هكذا علمتنا الحياة، التاريخ وقائع وأحداث، وتزييفها مستحيل، قد تخيل علي البعض، لكنها لا تمحو من الذاكرة، فعلها كثيرون، جمال عبد الناصر إنسان طيب حكم مصر والتف حوله بطانة السوء لتمحو دور القائد محمد نجيب والقائد يوسف صديق في ثورة يوليو 1952، وجاء بعده الرئيس السادات محاولا محو تاريخ عبد الناصر بنفس بطانة السوء، وجاء بعده حسني مبارك لينسب لنفسه نصر أكتوبر 1973، وجاء بعده حكومات مرتعشة محت كل إنجازات حسني مبارك ودوره كأحد أبطال حرب أكتوبر، وهكذا يتم تزييف التاريخ. قد تكون عادة مصرية قديمة، لكنها تنبيء عن سوء خلق، وخصلة مذمومة لا يقبلها منصف ولا يعتمدها تاريخ، يأتي الحاكم أو القائد أو المدير ليهدم ما أنجزه سابقه في المنصب، وتزين له شياطين الإنس من بطانة السوء أنه العبقري الأوحد الذي جاء لإنقاذ البشرية، وأنها كانت في انتظار القائد الملهم، والعبقري الفذ الذي لم تلده ولادة، لينتشل الدولة أو الحكومة أو الوزارة أو المؤسسة أو الشركة أو الإدارة من الوحل الذي أغرقها فيه من سبقه في المكان، هكذا يزين الشياطين لهذا المسكين، هكذا يتأكد أنهم لا يحبون إلا أنفسهم، مصالحهم الشخصية فوق أي مصلحة عليا، هنا علي المسئول أن يدرك الحقيقة وأن يصل إلي القرار الصواب له ولإدارته بنفسه، بعد أن يغلق الباب أمام المنافقين وأهل السوء، وليعلم أنهم سيفعلون معه كما فعلوا مع سابقه، هكذا تعلمنا الدرس. ولهذا لا أثق فيما قاله الدكتور حازم راشد مدير مركز المناهج والوسائل التعليمية بوزارة التربية والتعليم، من أن ما ورد ذكره في كتاب التاريخ حول حرب 73 ومحو اسم مبارك منه وضع قائم منذ أحداث ثورة 25 يناير نظرا لما شهدته تلك الفترة من زخم سياسي وأنه مؤقت وينتهي بتأليف منهج جديد خلال العام الدراسي القادم. دعاء : »رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»