الله يرحم أيام زمان.. كانت القاهرة مسرحا لأجمل وأحلي المباريات الدولية والعالمية. منتخب البرازيل بقيادة نجم القرن بيلية لعب بكامل نجوما أمام منتخب مصر، وبعد ذلك زار سانتوس مصر ولعب مع الأهلي بمشاركة بيلية أيضا. ريال مدريد في عصره الذهبي لعب مع الأهلي والزمالك، وبنفيكا بقيادة النجم الفذ وبنفيكا لعب مع الاهلي.. ووسيتهام وديربي كاونتي لعب مع الزمالك.. ومونشجلادباح الالماني واجه الاهلي.. ثم ريال مدريد بكل نجوما الافذاذ بما فيهم زين الدين زيدان لعب مع الاهلي. ومؤخرا.. احتفل الاهلي بمئويته أمام برشلونة العملاق باستاد القاهرة.. واستضاف الزمالك اتلتيكو مدريد في احتفاله بالمئوية.. واستضاف الاتحاد السكندري سبورتنج لشبونة البرتغالي في مئويته. فرق كثيرة.. لاتتسع لها السطور.. كلها جاءت إلي أرض الكنانة.. المحروسة، لتبدع وتمتع.. وكان لهذه الفرق بنجومها المشاهير تأثير إيجابي رائع علي الصعيدين السياحي والاقتصادي.. والأمني. .. وبعدما مرت مصر بظروف استثنائية في السنوات الأخيرة.. غابت هذه المباريات وتكاد تكون اختفت تماما، وانتقلت إلي الخارج.. ومايزال الكل يذكر أنه حتي اللقاءات الودية التجريبية للمنتخب الوطني خلال الاستعدادات لكأس العالم الأخيرة ذهبت إلي دول الخليج الشقيقة.. بل أن معسكرات الأهلي والزمالك تحديدا اقيمت أيضا خارج أرض الوطن. .. وبالأمس القريب.. استضافت مدينة العين الجميلة مباراة الأهلي وروما الايطالي برعاية مصرية.. تماما مثلما استضافت دبي علي ستاد هزاع بن راشد الرائع لقاء السوبر المصري بين الأهلي والزمالك. اذن هي مرحلة.. وستمر.. وستعود المباريات الودية الدولية إلي القاهرة مرة أخري. من الطبيعي أن يتحسر المرء علي عدم اقامة مثل هذه المباريات التي يسهل توسيقها بعيدا عن الملاعب المصرية.. ولكن في نفس الوقت ينبغي العمل بجدية وقوة علي الانتهاء من سرعة ترتيب البيت، حتي يمكن الاستفادة من استثمارات كرة القدم في دفع الحركة الاقتصادية بشكل عام. وعندما يجري العمل علي عودة الحياة للملاعب ينبغي التذكير دائما بأن مدرسة التشجيع أغلقت ابوابها بسبب »شلة الالتراس».. المخربة.. تلك »الشلة» المرعبة التي »شوهت» اللعبة الاكثر شعبية.. وكادت أن تقضي عليها. ولايخفي علي أحد أن الطريق لن يكون ممهدا لعودة الجماهير الحقيقية إلي المدرجات، لأن هناك دائما من يعملون علي »جرجرة البلد» إلي مشاكل من شأنها أن تعرقل مسيرة التنمية التي ستمضي رغم أنف هؤلاء الحاقدين..! لقد بات من الضروري أن تدرس الأسرة الكروية.. بداية من وزارة الشباب والرياضة.. ودرا باتحاد الكرة الذي يبدو أنه يفقد توازنه تدريجيا إلي أن وصل لدرجة التوهان.. وانتهاء بادارات الاندية واللجنة الأوليمبية ووسائل الاعلام المختلفة لوضع استراتيجية متكاملة يمكن من خلالها سد ثغرات »بالهبل» في الساحة الرياضية.. والكروية تحديدا، حتي يعرف كل فرد دوره.. ويشارك لا أن يقف متفرجا.. مثل »ال.... في الزفة». تحية إلي الأشقاء في دولة الامارات الشقيقة.. والعزيزة.. وعقبالنا!