وضعت رنيم الوليلي بطلة الاسكواش العالمية يدها علي أحد أهم أمراض الرياضة المزمنة، عندما أشارت في أحد حواراتها إلي هذا السباق الكبير بين مختلف الجهات لتكريمها بعد أن أصبحت المصنفة الأولي عالمياً.. بينما هي في رحلة وصولها إلي هذا اللقب لم تجد الكثير من العون من كل هذه الجهات.. ولولا الدور الكبير لأسرتها في دعمها ما حققت هذه الانجازات. هذه هي المشكلة.. أننا نجيد الاحتفال والتكريم.. لكن لا نهتم كثيرا بالدعم وكيفية صناعة البطل.. كم من بطل.. حفر في الصخر دون اهتمام من أي جهة.. حتي إذا ما أصبح بطلاً.. يجري الجميع خلفه.. وتسلط عليه الأضواء وتبدأ الاحتفالات.. رغم أن هذا اللاعب يكون في أمس الحاجة للوقوف بجواره في مراحل حياته المبكرة وبدايات تألقه.. ولتوفير العناصر التي يحتاجها ليواجه وينافس ويحقق البطولات. قالت رنيم في حوار تليفزيوني والدموع في عينيها.. أن منافستها الأولي نيكول ديفيد الماليزية.. يقف وراءها فريق كبير من المدربين والأطباء والأخصائيين.. يرافقها في كل بطولة تشارك فيها.. يدعمها فنيا ونفسيا ويعدها بدنيا وطبيا.. ويوفر لها كل ما تحتاجه من معلومات.. بينما رنيم تسافر وتشارك في البطولات بمفردها.. اللهم بالكثير مدرب يرافقها أحياناً.. وعليها أن تقوم بنفسها بأداء ما يقدمه الفريق الكامل مع نيكول.. وها هي تفوز عليها وتتفوق.. ولكن يبقي في القلب »غصة».. وفي العين »دمعة». وبعد هذا التجاهل الفني للبطلة المصرية.. وبمجرد أن تحقق البطولات والانجازات.. تنهال حفلات التكريم.. ويبدأ الجميع في المنافسة لإجراء الحوارات واستضافتها.. وربما كان هناك من يفعل ذلك »تمسحا» في انجاز البطلة حتي يبدو أن له دورا في انجازها. الجهة الوحيدة التي يجب أن يوجه لها الشكر علي انجاز رنيم نادي وادي دجلة الذي تلعب له.. فهو الوحيد الداعم لها مع أسرتها.. ووفر لها بعض الامكانيات التي تساعدها.. لكني أري أن أكبر ما قدمه وادي دجلة لرنيم هو هذا الدعم الاعلاني.. فقد حجز لوحات اعلانات ضخمة في شوارع القاهرة والجيزة.. ولا أعلم ان كان هناك أيضا لوحات في محافظات أخري.. ووضع عليها صور رنيم وبعض نجوم الاسكواش.. وهي ربما المرة الأولي التي تتصدر صور بطلة رياضية لوحات الاعلانات بهذا الحجم.. وهي لفتة تقدير رائعة من النادي.. وبالتأكيد سيكون لها مردود ايجابي مستقبلا علي الكثير من البطلات اللاتي يأملن أن تتصدر صورهن هذه اللوحات التي يشاهدها الملايين يوميا. ان علينا كما نفكر في كيفية الاحتفال والاحتفاء وتكريم الأبطال.. أن نفكر كيف نلتقط المواهب منهم وندعمهم ونقف بجوارهم في رحلة البطولات.. ويكون هناك دور حقيقي في صنع الانتصارات.. وبعدها يحق لنا أن نحتفل ونكرم.. اما الاكتفاء بتصدر الصور مع النجوم الفائزين فهو أشبه »بسرقة النجاح».. قدموا لهم يد العون ليحق لكم التصوير بجوارهم.