لست سياسيا ولا انتوي امتهانها ..من هنا لا أخشي من نقد هواية الكذب التي أصبحت سمة للشخصية المصرية وتجري تحت دعوي المجاملة والذوق ودعاوي أخري كثيرة لا حصر لها مثل الخوف والدفاع عن النفس وتحقيق مصلحة غالبا لا تتم بالصدق خاصة في بلادنا.. حتي بات الكذب منجيا والصدق يؤدي للتهلكة. الغريب ان نجد جذور الكذب تعود لمذهب يكاد يكون المذهب الفلسفي الوحيد المعتمد في تراثنا العربي الممتد حتي يومنا هذا وهو ما يسمي "بالتقية" وهي تعني في الأصل ان تعمد إلي إخفاء الحقيقة وإلي الجهر بعكسها من اجل اتقاء شر اعداء الإسلام أو من أجل نصرة قضية الدين أو للحفاظ علي حياة المسلم..حتي سمعنا من يقول "الصدق ممنوش فايدة"..! والمدهش فعلا ان الذين يمارسون هواية الكذب علي أساس من التبريرات السابقة لا يعتبرون أنفسهم يكذبون بل انهم يفلسفون الأمر اكثر ويقنعون أنفسهم ويحاولون إقناعنا بأنهم يفعلون ذلك درءا للشر وخوفا من بطش الحكام والرؤساء.. ويرون ان الحكام والرؤساء طول تاريخنا يحبون من يسمعهم ما يعجبهم حتي لو كان كذبا. ومنهم من يري ان الكذب هو مداراة للواقع اي تجميل للحقيقة التي سوف تتغير وليس ما ساهموا به كذبا انه مجرد "كدبه بيضا"..ما هو بصراحة عايزين نعيش . وللأسف معظمنا نتعاطف ويتسامح معهم في هواية الكذب الأبيض.. علي اعتبار أن حياتنا لم تعد تحتمل الصدق.. وتحتمل هواية الكذب مادام يصل بنا لما نريد ..!