يقول الكاتب الامريكي براين تريسي : ان لم يكن ما تفعله الان يقربك من اهدافك فإنه بالضرورة يبعدك عنها .فلتسمح لي أذا عزيزي القارئ أن اطلب منك ان – تتحول – الي بني ادم فقط بدون لون أو جنس أو اهتمام سياسي ..فقط كونك بني ادم .. ولتتحملني عندما أقول لك ..إقلع من فضلك ..ولكن لا تفهمني غلط ..أقصد أقلع عن عينيك نظارة فصيلك السياسي أو عقيدتك الفلسفيه وان لم ترتدي النظارة فيمكن الاستغناء عن اللينسز – سيدتي القارئه – حتي نحكم علي الأمور كما هي في الحقيقة ..الحقيقة العارية – قلعت هيه كمان – المهم نشوفها !!
أيا كان انتماؤك أو جنسك أو دينك فكما أعتقد انك تهدف الي السعاده في الحياة وفي وطنك ..وفي وطن كمصر ..فأنت تحارب لتصبح وتمسي بخير ,مجرد ان تحيا اساسا في مصر اصبحت مغامرة محفوفة بالمخاطر ناهيك عن ان تذهب لعملك وتعود دون خطف او تحرش او سرقة او او او ..
دعنا نتفق ان هناك مبادئ انسانية يتفق عليها جميع الكائنات الحية تقريبا ..ريثما الكائنات – المفروض – أنها الارقي ..البني ادمين ..مثل الصدق – الرحمة – الأمانة- وكذلك رفض مقابلاتها من الكذب والعنف والقتل والخيانة وما شابه ..!!
ولتقم بهدوء ولوحدك بتطبيق هذه المعايير العارية المجردة علي كل فصيل سياسي تراه أمامك علي الساحه أو علي كل شخص من السياسيين والاعلاميين والشخصيات العامه ..
اتفقنا في البداية علي انك قد خلعت انتمائك السياسي ..وستقوم بالحكم علي الجميع مجردا من هواك النفسي وميلك الشخصي ..فنحن بالطبيعة لدينا – ملح – العنصرية في حياتنا بكل خطواتها ..من ولد وبنت ومسلم ومسيحي وشاطر وخايب وغني وفقير ووصولا بأهلاوي وزمالكاوي .
ملحوظة هامه ..تحتاج الي بعض الادوات قبل ان تدخل في التجربة ..ورقة بيضاء – قلم رصاص- أستيكة – عقل وقليل من التفكير الهادئ ونبذ العنصرية ..
معلومة هامه ..قد يكون معظم او بعض او كل ما تعتقد انه مستقر في وجدانك ..كلام فارغ او كذب في كذب وتخيلت انه الحق المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..فتأهب للمفاجأة حتي لا تنصدم عاطفيا في نهاية التجربة ...) تذكر مثلا في طفولتك وانت تعتقد ان اباك هو الرجل الأعظم والاغني في العالم أو ان مثلك الأعلي هو الانسان الأمثل علي ظهر الأرض ).
دعنا نفكر سويا بتجرد ان الكذب صفه سيئة للغايه ..لايجوز لانسان يتمتع بكامل ادميته ان يكذب فهو فعل مقبح في كل الشرائع وكل الثقافات ..
تخيل نفسك وقد وعدت ولدك بأنك سوف تجلب له الحلوي في الصباح ..ويأتي الصباح وانت لم تأت بها ..فأمامك حل من اثنين ان تعتذر له وتتحمل مسؤولية خطأك وتصلحه أو تكذب قائلا : مالقتش ..!!
مرة في مره ان كررت كذبك سوف تعتاد ه وسيصبح تأنيب ضميرك أقل ..لكنك لن تستطيع تحويل الكذب الي حقيقة ..مهما كررتها انت او غيرك ..فهي في النهاية كذبة ..والكدب مالوش رجلين ..حتي لو كان اللي بيكدب بيروح ...مارينا !
إخلاف الوعد ..ويعتبر نوعا من الكذب ..لانك ان وعدت فهو دين في رقبتك وان لم تفعله فأنت خائن للوعد وخائن للأمانة ..وهي ايضا من الصفات المرفوضه ..وان كنت مسلما فستجد في احاديث الرسول الكريم وايات القران الكريم ما انت ادري به مني من نهي عن الكذب والخيانة وعن صفات المنافقين وان كنت مسيحيا سوف تجد في الانجيل ما يرفض الكذب والخيانة وكل هذه الصفات الذميمة ..
أمسك الورقة والقلم واكتب اسم عشرين شخصا سياسيا في مصرفي جدول رأسيا ..واكتب في الخانات الافقية كذاب منافق مخلف الوعد ...وهكذا ولتضع علامه امام كل من قام بفعل تنطبق عليه هذه الصفة بدءا من رئيس الجمهورية والوزراء ورموز المعارضة والمشاهير في الشاشات الفضائيه من سياسيين يملأون الشاشات ليلا ونهارا ..
احكم بنفسك وبالحقيقه المجردة ..ربما تجد فرصه لتغيير لم تستطع ان تحققه من قبل !
واسأل نفسك في النهايه من المسؤول عن عدم تحقيقك لأهدافك ؟
من المسؤول عن فشل الثورة في تحقيق اهدافها ؟
من المسؤول عن الوضع الراهن الذي وصلنا اليه ؟
من المسؤول عن الخوف المزروع داخل قلبك علي مستقبلك ومستقبل اولادك ؟