النهارده سأتقمص شخصية محجوب عبد الدايم صاحب اشهر "طز" في فيلم القاهرة 30 للعبقري نجيب محفوظ علشان عايزه اقول طزكبيره قوي .. طز في حاجات كتير قوي وطز في ناس كتير جدا.. بس قبل ما اقول طز في مين .. لازم اقول الاول يعني ايه ظز.. طز ياسادة كلمة تركية وليست مصرية ومعناها ملح .. ودخلت مصر مع الحكم العثماني ولكنها لم تخرج معه .. واستمرت متنفسا لكل ساخط يعبر بها عن سخطه ولا مبالاته .. وكان الملح هو السلعة الوحيدة التي تعفي من الضرائب .. وعند كل منفذ جمركي كان العسكر يتجاهلون الملح ويقولون "طز ..طز" أي سلعة لا قيمة لها ولا ضرائب عليها.. وسبحان الله .. اصبحت طز مرادفا شعبيا لكل شيئ بلا قيمة ووسيلة تعبير عن القرف والزهق.. عايزه اقول طز في الكهرباء التي اصبحت زي الضيف الخفيف .. تدخل من الباب وتخرج من الشباك قبل حتي ما نقوم معاها بواجب الضيافة.. طز في الاسعار اللي بقت عاملة زي الاسانسير البايظ تطلع وما تنزلش تاني.. طز في القمامة اللي بقت من ديكور الشوارع لدرجة ان الناس بقت توصف عناوينها بعد كام كوم زبالة! طز في الغازاللي مش لاقيينه وطالما موجود عند اصدقائنا في اسرائيل والاردن واسبانيا يبقي كأنه موجود في بيتنا بالظبط .. طز في السولار وطالما منور بيوت اخواتنا في غزة يبقي خلاص.. اللي تعوزه حماس يحرم علينا.. طز في الانفلات الامني وطالما مواكب وبيوت المسئولين محروسة من العين يبقي خلاص الدنيا ربيع والجو بديع وقفل علي كل المواضيع.. طز في المناهج الدراسية اللي بتجيب للتلاميذ تخلف عقلي وبتقضي علي الابداع والابتكار.. طز في المواصلات اللي اصبحت وسيلة عذاب يومية .. عذاب في انتظارها وعذاب اثناء ركوبها وعذاب اكبر بعد النزول منها.. لكل هؤلاء اهديهم طز كبيره قوي ولا عزاء للشعب الطيب المكافح .. حمال الاسية..