الحجيج فى بيت الله للفنان وجدى حبشى خروج المحمل وقافلة الحج القديم والحجيج والأضحية في لوحات مصريين وأجانب ».. لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك..« تدوم هذه التلبية حتي قيام الساعة تلبية لدعوة الحج إلي بيت الله الحرام .. ومهما كانت المصاعب والمشاق عبر العصور نجد أقصي أماني المسلم ومُناه وحلم حياته قبل خروجه من الحياة أن يزور بيت الله الحرام حاجاً ومعتمراً .. وهذه الأيام يحج المسلمون .. ولتغتسل أرواحنا من خطاياها . . ولنتوسل الي الله بالدعاء الذي هو عبادة وراحة للنفس وتفريج للهم .. لنقف رافعي الرأس إلي السماء تضرعاً وذلاً طمعاً في رحمة الله وغفرانه الذي بهما نعود دون ذنوب كرماً وفضلاً من الله الذي لا يغفر الذنب إلا هوُ .. تقبل الله ممن يقفون بعرفات الاثنين القادم وأعطاهم ما يرجون من رحمته وغفرانه. ورغم مشاق الحج علي كبار السن اليوم إلا أنها لا تُقاس بمصاعب ما كان عليه الحج قديماً والتي أرخ لها "الجبرتي" في المجلد التاريخي "عجائب الآثار في التراجم والأخبار " سارداً للمخاطر والحوادث العنيفة التي تعرضت لها قوافل الحج السنوية في زمنه بالتفصيل والتاريخ من مخاطر السرقة والاعتداء علي الأنفس حتي القتل ..فكان أجدادنا الحجاج يتكبدون ويواجهون المخاطر في طريق غير آمن كي يصلوا الي بيت الله الحرام .. فذكر كمثال من عشرات الأمثلة أنه : " في 23 صفر 1208 الموافق 30 سبتمبر 179 1973 رجع الهجان وأخبر أن العرب تجمعوا علي الحج من سائر النواحي عند مغاير شعيب ونهبوا الحجاج وكسروا المحمل وأحرقوه وقتلوا غالب الحجاج والمغاربة معهم وأخذوا أحمالهم ودوابهم ونهبوا أثقالهم وانجرح أمير الحج وأصابته ثلاث رصاصات وغاب خسبره ثلاثة أيام ثم أحضره العربان وهو عريان في أسوأ حال وأخذوا النساء بأحمالهن والذي تبقي منهم أدخلوه إلي قلعة العقبة وتركهم الهجان بها من غير ماء ولا زاد فنزل بالناس من الغم والحزن تلك الليلة مالا مزيد عليه ". ومن جانب آخر كتب أحد علماء أوربا وهو" كارلتون كون " في كتابه " القافلة " : " إن أروع مظاهر السفر في أزهي عصور الإسلام– بل في عصور الإسلام – يتمثل في الوسائل المتعددة التي ساعدت علي انتقال أكبر عدد من المسلمين من بلادهم الأصلية وفي مقدمة هذه الوسائل تسهيلات السفر في قوافل الحج وإمكانية الحصول علي الطعام ومتطلبات الإقامة في بيوت الضيافة وبيوت الأغنياء والمساجد والزوايا والخانقاوات علي طول دروب السفر وطرق الحج القديمة فضلاً عن إمكانية الكسب من التجارة والعمل والكتابة والنسخ خلال موسم الحج وهذه كلها وسائل شجعت المسلمين علي السفر والارتحال والتبادل الثقافي والفكري ." وفي اللوحات أمامنا نري لوحة "خروج المحمل من مدينة القاهرة في طريقه إلي أرض الحجاز "رسمها عام 1876 الفنان ماكوفسكي قسطنتين .. ولوحة "قافلة الحج"للفنان ليون بيللي .. ولوحة تمثل في رمزية الكعبة الشريفة للفنان أحمد سعيد .. وقدم الفنانون وجدي حبشي ومحمد الناصر ويرفاند دمرجيان لوحات لحجاج بيت الله الحرام .. والفنانان محمد ناجي وعماد إبراهيم قدما لوحتين لبائعي الأضحية.