وفاة عالم جليل في حجم الإمام الأكبر د.محمد سيد طنطاوي خسارة كبيرة للأزهر الشريف ولمصر بل وللعالم الإسلامي كله فالشيخ واحد من رجالات العلم الذين حملوا راية الوسطية وساسوا الأزهر علي منهجها رغم التيارات السلفية الوافدة والمدعومة بملايين الريالات بهدف سحب البساط من تحت أقدام الأزهر واختطاف الراية من يده طلبا لزعامة دينية غير مستحقة لهؤلاء وهؤلاء، نعم حملها الشيخ بشجاعة وتعرض لانتقادات أكثرها غير منطقي وتناولته بالنقد أقلام أرصدتها مرهونة بالعواصم العربية المتربصة بالأزهر والتي تعمل علي إسقاطه مهما كلفها من ثمن ولهذا السبب بدا الشيخ عصبيا بعض الوقت فقدكان يعرف فضيلته حجم المؤامرة وأبعادها.. ونحن مهما اختلفنا مع شيخنا في بعض المواقف والتفاصيل إلا أنه يبقي عزيزا علينا موقرا في قلوبنا وعيوننا ولهذا أحس المصريون بفقد عالم جليل ووالد عزيز وبينما مشاعر الألم تعتصرنا خرجت القناة المشبوهة الشامتة، الحاقدة، المؤلبة، التي لا تجرؤ أساسا علي انتقاد قرار إسرائيل ببناء 1800 منزل جديد في مستعمرة جديدة علي أرض فلسطينالمحتلة منذ أيام.. بينما نحن كذلك لم نكفكف دموعنا بعد خرجت قناة الجزيرة عاصمة دولة قطر تنعي الشيخ طنطاوي علي طريقتها وتقدم لنا ماتصفه بالمواقف المخزية للشيخ والمرفوضة من المسلمين من مثال استقباله لساركوزي بمكتبه في المشيخة.. وإمعانا في الشماتة أبرزت لنا الجزيرة اتحاد علماء المسلمين برئاسة شيخنا د.يوسف القرضاوي باعتباره الممثل الأوحد والأصدق للمسلمين في العالم في محاولة جديدة من قطر لاختطاف راية الأزهر الخفاقة ولتقدم قطر موطن د.القرضاوي كقبلة جديدة للمسلمين بديلا عن الأزهر الشريف.. أي عبث هذا..؟ وأي صغار هذا..؟ وأي أوهام هذه..؟! يبدو أن الإخوة في الجزيرة سذج إلي حد العبط أو الجهل أو الحماقة.. إن مصر بتاريخها العريق والأزهر بتاريخه المجيد وجهان لحقيقة واحدة لا ينفكان ولا ينفصلان ومن يعرف حقيقة مصر وأظنهم يعرفون ستصدمه أوهامه عندما يستيقظ فلا يجد غطاء يستره حينئذ يتأكد أنها أضعاث أحلام. ولون من شماتة اللئام..!!