سعودية تبحث عن هويتها منذ 25 سنة! كانت «سيدتي» قد نشرت قصتها قبل أربع سنوات، وتمكنت بموجب ذلك من الحصول على وثيقة سفر مؤقتة من السفارة السعودية في القاهرة، والعودة إلى السعودية؛ لمتابعة الإجراءات في استخراج هويتها السعودية، وتسجيلها في السجل المدني. ولكنها اضطرت للعودة إلى القاهرة بسبب ظروف خاصة، وعادت قبل ثمانية أشهر، ولاتزال في دوامة الإجراءات الرسمية. وتتلخص قصة السيدة «نبيلة.د» في زواجها قبل 43 سنة من شاب عربي يحمل الجنسية الأردنية، رافقته لتقيم معه في الأردن، وأنجبت منه عدداً من الأبناء والبنات، وكانت تعيش حياة مستقرة إلى أن تعرضت لحادثة فقدان جواز سفرها ووثائقها الرسمية في حادث أيلول الشهير سنة 1990م، ونتيجة لذلك تم إضافتها إلى أوراق زوجها لتحمل الجنسية الأردنية، وحاولت من خلال السفارة السعودية في الأردن استعادة بعض وثائقها، ولكن السفارة طلبت منها السفر للسعودية للقيام بذلك. وبعد سنوات انتقلت لتعيش في مصر برفقة ابنتها التي التحقت بالجامعة، بينما توجه ابنها للدراسة في المغرب، وتوجه زوجها للعمل في السعودية، وكانت مصر هي الخيار الأنسب؛ لالتقاء الأسرة في الإجازات، وعاشت «ن- د» في مصر لسنوات طويلة، امتدت إلى 18 عاماً، توفي خلالها والد أبنائها، كما توفيت ابنتها، وأصبحت هي المسؤولة عن حفيدها من ابنتها. الاتصال بالمسؤولين وفي القاهرة حاولت «ن- د» حينها استعادت جنسيتها السعودية، ولتحقيق ذلك سعت لأن تلتقي بعدد من المسؤولين السعوديين هناك، وكذلك قامت بكتابة عدد من الخطابات الرسمية الموجهة للمسؤولين في وزارة الداخلية؛ وذلك لتسهيل مهمة استخراجها لوثائقها السعودية، أسوة بشقيقاتها، وتم فعلياً البدء في معاملتها من قبل الأحوال المدنية في الرياض، ولكن لسوء الحظ تعرضت معاملتها للاحتراق بعد أن تعرض مبنى الأحوال المدنية لصاروخ إبان حرب الخليج عام 1990م، ثم تقدمت بطلب آخر ولكن المعاملة فقدت، وبعد أن اصطدمت بصخرة الإجراءات الروتينية، لجأت في ذلك الحين إلى «سيدتي»، وما إن تم نشر قصتها حتى تفاعل عدد من الجهات الرسمية منها: وزارة الخدمة المدنية ممثلة في قسمها النسائي ومديرتها حصة الصلح، وتم بموجب ذلك منحها وثيقة سفر مؤقتة من السفارة السعودية في القاهرة؛ لتتمكن من خلالها من زيارة السعودية. وفعلياً حضرت للسعودية، وتنازلت عن جنسيتها الأردنية التي كانت قد حصلت عليها من زوجها الأردني، وقامت بمراجعة الأحوال المدنية في جدة، وتم تسليمها رقماً وتاريخاً للمعاملة، لكن قبل أن تكتمل الإجراءات وتحصل على الوثيقة السعودية اضطرت للعودة إلى القاهرة؛ لحاجة حفيدها الماسة لها، إذ يعاني من حالة نفسية سيئة، أدت به لمحاولة الانتحار نتيجة لبعدها عنه وبقائها في السعودية، وبذلك توقفت إجراءات تسجيلها في السجل المدني إلى أن عادت قبل ثمانية أشهر وبجواز سفر مؤقت أيضاً، وقامت بمراجعة الأحوال المدنية، واكتشفت تحويل معاملتها إلى الرياض، وبعد السؤال علمت أنّ الهدف من ذلك هو القيام بالتسجيل في السجل المدني، وأنّ ذلك الإجراء لن يأخذ أكثر من 15 يوماً. ثمانية أشهر مضت الآن ثمانية أشهر كاملة على وجود الأوراق في فرع الوكالة للأحوال المدنية بحي المروج في الرياض، ولم يطرأ أي جديد، واضطرت إلى المتابعة اليومية للمعاملة عبر الهاتف، وهذه كانت مأساة أخرى عانت من ويلاتها نتيجة خط الهاتف المشغول بشكل دائم، وحتى لو حصلت على رد فسيكون الرد هو: المعاملة في طور الإنجاز، أو أنها في مكتب المدير، أو أنّ المدير في إجازة. إلى أن تفاجأت في آخر اتصال معهم بوجود خطأ في رقم المعاملة، ولا تعلم من المسؤول عن ذلك، وكم عليها الانتظار مجدداً؟ والمشكلة أنها لا تملك حالياً أي أوراق ثبوتية، سواء أكانت سعودية أم غيرها. وبذلك لا يمكنها مراجعة أي مستشفى حكومي؛ للحصول على علاج، علماً أنها مصابة بمرض مزمن وبحاجة إلى رعاية، وتصل فاتورة علاجها إلى 700 ريال شهرياً، ولا تملك قيمة هذا العلاج، ولا حتى أي مستند s يمكن أن تتقدم به لأي جمعية خيرية لطلب المساعدة. وتكمل: «لا أدري إلى متى سأصبح أسيرة هذه الإجراءات الروتينية... لا استعادة جنسيتي السعودية، والتي يمكن بواسطتها أن أتمتع بحقوقي كاملة كمواطنة». الأحوال المدنية بمعاودة الاتصال على الأحوال المدنية أبدت حصة الصليح مديرة القسم النسائي تعاطفها مع قضية «ن- د» مجدداً، وأنّ المعاملة موجودة في إحدى الوكالات التابعة للأحوال المدنية، وبمجرد الانتهاء منها سيتم توجيهها لفرع الأحوال المدنية.