كانت تعتقد أن قوتها تكمن فى موهبتها فقط وفى قوة أدوارها، معتمدة على أن قلبها فى النهاية «قلب امرأة»، لكن المحنة التى تعرضت لها مؤخراً حوّلتها إلى «امرأة من نار» وأعطت للإسلاميين درسا لن ينسوه. لا تقتنع بثورة يناير وما زالت تصر على أن مبارك هو فرس الرهان، ومن بعده خسرت مصر عمر سليمان. وترى مصر حاليا «مستشفى مجانين» يحكمها «مخبولون»، وتشعر بأننا «رايحين فى ستين داهية». ورغم فرحتها بإنصاف القضاء لها.. ما زالت تصر على ارتداء «الأسود»، ومبررها فى ذلك: «حداد على مصر». عن آخر أعمالها وأسرارها كان ل«الوطن» هذا الحوار مع النجمة إلهام شاهين.. حوار: وفاء بكر * للمرة الثانية تخوضين فى «نظرية الجوافة» و«كلمنى عن بكرة» تجربة مسلسل ال15 حلقة.. لماذا؟ - أنا من أشد المتحمسين لهذا النوع من المسلسلات؛ لأن الإيقاع فيها يكون أسرع والجمهور لا يمل من الشخصية. كما أننى أقدم شخصيتين، كل منهما بحدوتة مختلفة فى الشهر نفسه. * ما رسالتك فى المسلسلين؟ - «نظرية الجوافة» من تأليف وإخراج مدحت السباعى، وألعب فيه دور طبيبة نفسية، ومن خلال هذا الدور أقول إن مصر أصبحت مستشفى مجانين يحكمه مجانين، ونتيجة لحكمهم.. الشعب اتجنن. ويشاركنى البطولة هشام سليم وناهد السباعى ودينا وأروى جودة وجلال الشرقاوى وكريمة مختار. أما «كلمنى عن بكرة»، وهو من تأليف عبدالحميد أبوزيد ويشاركنى بطولته رانيا فريد شوقى وطارق لطفى وريهام سعيد وأمير شاهين، فألعب فيه دور سيدة تعمل فى مجال السياحة. ومن خلال هذا الدور أقدم عملا رومانسيا فى وقت نفتقد فيه الرومانسية، وأتزوج رجل أعمال أكبر منى سنا ويظهر صحفى تنشأ بينى وبينه أيضا علاقة حب، ونود هنا إنصاف الصحافة التى لعبت دورا كبيرا فى كشف الفساد ومواجهة الظلم. * ما سر غيابك عن السينما لسنوات متتالية؟ - قدمت من قبل فيلمين فى عام واحد هما «خلطة فوزية» و«واحد صفر» ولم يأخذا حظهما من النجاح. الآن توقفت حركة الإنتاج بسبب الركود الاقتصادى والحالة النفسية العامة التى تسيطر على المصريين، وحلت الأفلام التجارية الخفيفة محل الأفلام الجادة. وعن نفسى لن أدخل فى عمل إلا إذا تأكدت من أنه سيكون إضافة وليس مجرد وجود على الساحة السينمائية. * وما مصير فيلم «يوم للستات»؟ - كل التجهيزات الخاصة بالفيلم انتهت، لكن المخرجة كاملة أبوذكرى مصرة على التصوير فى الأماكن الطبيعية دون الاستعانة بديكورات؛ لأن معظم أحداث الفيلم تدور فى حوارى مصر، وهذا صعب جدا بسبب الظروف التى تعيشها البلاد. * هل أصبحت تنتقين أدوارك بعد حكم «الإخوان»، خاصة أنه عرف عنك الجرأة فى الاختيار؟ - بصراحة، ولا يفرق معايا وجود الإخوان من عدمه. وسأظل أنتقى من الأدوار ما أرى أنه يضيف إلى رصيدى وتاريخى الفنى، ولم ولن أندم أو أعتذر عن أى دور قدمته طوال تاريخى. * أشيع مؤخرا أن هناك احتمالاً للتصالح مع عبدالله بدر الذى شن عليك هجوماً شرساً فى الفترة الماضية.. ما صحة ذلك؟ - أنا زهقت من سيرة عبدالله بدر؛ لذا أحاول أن أتفادى الحديث فى هذا الموضوع، عشان مش عاوزة أغلط زيهم. لكن كل ما أشيع غير صحيح، وكل ما يربطنى بالموضوع هو القضايا التى رفعتها عليه. وأنا أعيب على الإعلام الاهتمام بعبدالله بدر وأمثاله لأنه أتاح لهم فرصة كانوا يسعون إليها وهى الشهرة من خلال ربط أسمائهم بأسمائنا حتى بطرق قذرة. * هل تتفقين مع الرأى القائل إن القنوات الدينية بدأت تتراجع عن سب المبدعين مؤخرا؟ - (بضحكة عالية) همّ بس خلصوا على كل المبدعين سب وقذف، ولم يعد هناك أحد لم يتطاولوا عليه، وكفاية باسم يوسف يرد عليهم. * بمناسبة «باسم».. ما رأيك فى برنامجه وأسلوبه؟ - من أنجح البرامج على الإطلاق، وميزة «باسم» أنه لا يدع فرصة لأحد للتشكيك فى محتواه؛ لأنه يوثق كل موضوعاته بالصوت والصورة، ويفضح خبايا وسقطات النظام بكل قسوة. * ولو انتقدك فى برنامجه.. هل سيتغير رأيك؟ - إطلاقاً.. فلا أحد فوق النقد، والصراحة ما تزعلش، المهم أن يكون النقد بعيداً عن قلة الأدب ولا يتعرض لشخصى بل لأفعالى، وهذا ما يفعله «باسم». * كيف ترين المشهد السياسى فى مصر الآن؟ - مصر رايحة فى ستين داهية.. ماشية بستر ربنا وببركة شعبها الطيب. الناس مش فاهمين حاجة، بينما الحكومة والنظام فى وادٍ آخر، لا يقدرون هموم الناس، ولديهم هدف يسعون إلى تحقيقه حتى لو كان ذلك على جثث كل المصريين. * هل أنت مع دعوات العصيان المدنى؟ - طبعا أنا مع التمرد والعصيان على كل شىء ليس فى صالح البلد، لكننى لا أخفيك سرا أننا فى مرحلة فقدنا فيها التمييز بين ما هو صالح وما هو طالح بسبب التوهان الذى نعيشه. إنما لو العصيان إرادة شعبية فأنا أول من سيشارك فيه. * وماذا عن دعوات إسقاط النظام التى نادى بها البعض مؤخرا؟ - أنا مع أن يكون حاكم مصر هو «من يعشق ترابها» حتى إذا لم يكن الأكفأ؛ لأن كفاءة الرئيس تكتمل بأعوانه. ولو كان هدفه حب مصر فسيسعى لتقريب من يحبونها ويسعون لمصلحتها حوله، هؤلاء فقط من يستحقون حكم البلد. أما من يوجدون الآن على الساحة فهم لا يحبون إلا أنفسهم ومصالحهم، إلى جانب أنهم يفتقدون أى كفاءة. الإخوان مستخسرين فى البلد حتى كلمة «مصر»، ودائما يذكرونها ب«الوطن»، ولو استمروا فى هذه السياسة، فأنا طبعا مع إسقاطهم. * هل تابعتِ أحداث الكاتدرائية؟ - طبعاً.. وأرى أن السبب وراء هذه الأزمة هو «الإخوان» بسبب خلطهم بين السياسة والدين، هذا الخلط يؤدى إلى كوارث. * البعض ينادى بنزول الجيش إلى الشارع.. هل أنت مع هذا الرأى؟ - طبعا، وبشدة.. وقد كنت من قبل من أشد الرافضين لنداء «يسقط حكم العسكر»؛ لأنها كانت سقطة فى تاريخ ما يسمى «الثورة» والجميع نادم عليها الآن، وأنا أول من ينادى بنزول الجيش، وأقول لهم: أبوس إيديكم إنزلوا واحموا مصر.. وكفاية.. الشعب اتربّى خلاص. * لماذا تقولين «ما يسمى ثورة»؟ - القصد واضح.. أنا لا أستطيع تسميتها ثورة؛ لأننى لست مقتنعة بها من الأساس. الثورة هى التى تغير إلى الأفضل، لكن ما حدث جعلنا نتورط فيما هو أسوأ مائة مرة من نظام مبارك. * أشعر أنك تحنين دائما إلى فترة حكم الرئيس مبارك! - ومن منا ينكر ذلك؟ ده ولا يوم من أيامك يا مبارك فعلاً، وبجد مصر خسرت هذا الرجل. * كلامك هذا يؤكد ما أشيع مؤخرا عن زيارتك ل«مبارك» وولديه «جمال» و«علاء» فى السجن. - (صمتت قليلا وابتسمت) ماحدش له دعوة.. زرته ما زرتوش.. إيه أنا يهمنى؟ أزوره.. أحبه.. أنا حرة، واللى متضايقين أقول لهم: موتوا بغيظكم. * ماذا تقولين للدكتور مرسى؟ - لا أود توجيه كلام أو رسائل لهذا الرجل. يكفيه صرخات الغلابة، وعليه أن يأخذ بها وإلا سيسقط قريبا.