رأى الكاتب الإسرائيلي "عاموس هرئيل" في مقاله بصحيفة "هاآرتس" العبرية أن إسرائيل تخشى ضعف الدول العربية أكثر من قوتها. ودلل الكاتب على كلامه بأن إسرائيل التي قضت عقوداً في خوف من قوة جيراتها مضطرة الآن للتعاطي مع ضعف الجيش السوري الذي يخيف تل أبيب لدرجة أنها اعتذرت لتركيا عن حادث سفينة "مرمرة" بعد رفضها القاطع لذلك على مدار السنوات ال 3 الماضية. وأضاف "هرئيل" أن الاعتذار الإسرائيلي للأتراك قبل عيد الفصح اليهودي بضغط من الرئيس الأمريكي باراك أوباما برره مكتب رئيس الوزراء بالظروف الجديدة الصعبة الناشئة في سوريا والتي تستلزم استئناف التنسيق مع أنقرة. وأشار "هرئيل" أنه بعد أقل من أسبوع أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بتقرير من الجولان يؤكد أن الجيش الإسرائيلي افتتح مستشفى ميداني بالقرب من الحدود السورية- الإسرائيلية في أعقاب سماح إسرائيل للمرة الثالثة على التوالي بفتح حدودها أمام قوات المتمردين المصابين لتلقي العلاج الطبي في إسرائيل. وتساءل الكاتب الإسرائيلي: هل موجة الأنباء الأخيرة تنبئ بتغيير جوهري في السياسة الإسرائيلية حيال الحرب الأهلية في سوريا التي تدخل عامها الثالث؟ وأجاب "هرئيل" بأن الرد على ما يبدو سلبياً، لكن ربما أن ثمة تفاهمات قد تم التوصل إليها سراً بين أوباما ونتنياهو بالتدخل فيما يحدث بسوريا، مشيراً إلى أن إسرائيل فشلت في توقعاتها خلال العام الأول للحرب بسوريا بأن نهاية الأسد قريبة، حيث أن الأسد يواصل السيطرة على سوريا بدعم روسي وإيراني رغم أن الثوار سيطروا على ما يتراوح بين 65-75% من الأراضي السورية. وأضاف بأن الحرب قد تنتهي بشكل مفاجئ باغتيال الأسد أو تسليمه وتنحيه لكن حتى الآن من الواضح أن القصة لازالت طويلة، وفي تلك الأثناء تتقسم سوريا وتتفتت لقطاعات متخاصمة تحكمها طوائف مختلفة. ورأى الكاتب أن الوضع السائد في سوريا سيء لكن البدائل قد تكون أسوأ بالنسبة لإسرائيل، وبالتالي لا يجب على إسرائيل التعجل، وعليها الحذر من إقحام نفسها في الشأن السوري. ونقل عن البروفسور "آشير سيسر" من مركز أبحاث ديان للشرق الأوسط التابع لجامعة تل أبيب قوله بأن إسرائيل قضت عقوداً من الخوف من قوة الدول العربية، لكنها مضطرة الآن للمرة الأولى للتعاطي مع الضعف العربي.