عامان مرا علي ثورة يناير ولا تزال الكثير من أسرارها تقبع في الظلام دون أن يكشف أحد عنها النقاب بعد، ويأتي علي رأس هذه الأسرار عمليات حرق الأقسام واقتحام السجون وتهريب قيادات جماعة الإخوان المسلمين ومنهم الرئيس محمد مرسي، بالإضافة إلي تهريب عناصر منتمية إلي حركة حماس وحزب الله اللبناني، كانت تقضي عقوبة بالسجن في مصر وإلي الآن لم يطالب الإخوان بتسلمهم ليكملوا عقوبتهم أو علي الأقل لتعاد محاكمتهم من جديد وهو ما قد يثير الشكوك لدي الكثيرين حول سر صمت الإخوان علي هؤلاء الهاربين. عامان كاملان مرا من عمر الزمن والقضية يتم التعتيم عليها لكي تستمر في طي النسيان ومحوها تماماً من سجلات مصر حتي لا يستطيع أحد أن يوجه أصابع الاتهام إلي جهة محددة. لكن قبل يومين فقط أعادت شهادة اللواء عصام القوصي مأمور سجن ليمان 430 وادي النطرون أمام المحكمة القضية تحت الضوء من جديد بتأكيده علي أن عملية اقتحام السجن جرت بطريقة منظمة نفذتها جماعات مسلحة ومدربة تمكنت من شل قواته بالأسلحة المتطورة مستهدفة فقط السجون السياسية مفجراً قنبلة مدوية بأن من قاموا بعملية اقتحام السجن كانوا ملثمين يتحدثون بلهجة بدوية أو عربية مسلحين بالأسلحة الآلية والرشاشات!. وقد بدأت شرارة اقتحام السجون من مدينة رفح الحدودية التي تقبع فوق مئات الأنفاق التي تتحكم فيها حماس وتمتلك وحدها مفاتيح فتحها وغلقها وذلك وفق خطة محكمة كانت بدايتها إحداث فوضي علي الحدود عن طريق تكثيف عمليات ضرب النار بشكل عشوائي بهدف إخلاء المناطق الحدودية من الجنود المصريين وإجبار قوات التأمين علي التراجع وقد نجحت هذه المرحلة الأولي من الخطة في إرباك قوات الشرطة المصرية وتشتيت انتباهها عن مراقبة الحدود. وبنجاح هذه المرحلة الأولي انفتحت أبواب سيناء أمام عناصر حماس الذين بدأوا في التغلغل في سيناء بداية من مدينة رفح ثم مدينة الشيخ زويد حتي الوصول إلي القاهرة من أجل تنفيذ خطة تهريب عناصرها ثم العودة إلي غزة مرة أخري في نفس اليوم. لغز اللواء البطران الخبير الأمني اللواء أحمد أنور يؤكد أن كل الشواهد تشير إلي أن عناصر حمساوية وأخري جهادية اقتحمت سيناء خلال يومي27 و28 يناير وكانت تتحدث بلهجة غير مصرية وترتدي ملابس عسكرية سوداء تختلف عن ملابس الجيش المصري وتقود سيارات دفع رباعي وبمجرد أن انتهت هذه العناصر من إثارة الفوضي علي الحدود ونجاحهم في دخول سيناء توجهوا مباشرة صوب القاهرة لينفذوا أهم جزء في خطتهم وهو اقتحام سجون طرة (أ) وطرة (ب) وأبو زعبل ووادي النطرون الذي كان يضم 34 من قيادات الإخوان المسلمين. ويكشف اللواء أنور ان ضراوة ضرب سجون طرة لتهريب كوادر الإخوان اشتدت في نفس توقيت الهجوم علي سجن المرج الذي كان يضم القيادي في حركة حماس أيمن نوفل وسامي شهاب اللبناني قائد تنظيم خلية حزب الله كما تم ضرب سجن برج العرب فتم تحرير كوادر حركة حماس وحزب الله والإخوان المسلمين ومسجونين متهمين في تفجيرات سيناء وغيرهم من العناصر الدينية المتطرفة وبعد نجاح هذه العناصر المسلحة في تهريب هؤلاء المسجونين الفلسطينيين واللبنانيين طالبوا السجناء المصريين الجنائيين بالخروج من السجن وأجبروهم علي الخروج منها بعد رفض عدد منهم أسلوب الهروب إلا أن المسلحين المهاجمين هددوهم بإطلاق النار عليهم إن لم يهربوا من السجون وهو أمر لافت للنظر بحسب تأكيد اللواء أنور لأن هؤلاء المسلحين تعمدوا إخراج كل المساجين حتي لا تثبت التهمة علي فريق بعينه وحتي لا يقال إن الهدف الحقيقي من الهجوم علي السجون هو تهريب جماعات معينة. ويضيف اللواء أنور قائلاً ثم بدأت بعد ذلك عملية ضرب 100 قسم شرطة علي مستوي محافظات مصر كلها في توقيت واحد بهدف كسر هيبة الشرطة وإثارة الفوضي التي تربك أي نظام فيسهل التخلص منه. ويؤكد اللواء أنور انه ليس من قبيل المصادفة اقتحام 6 سجون دفعة واحدة بنفس الأسلوب وبنفس التخطيط موضحاً ان عملية فتح السجون تمت بحرفية شديدة وبسرعة فائقة بدأت بقيام المسلحين بإطلاق مكثف للنار وبطريقة عشوائية ضد قوات الشرطة حول أسوار السجون لكي تنفد ذخيرتها ثم استعان المهاجمون بقناصة محترفين لضرب أبراج السجون ونجحوا في ذلك ثم استعانوا بلوادر لتحطيم أبواب السجون. وأضاف ان الجثث التي تم العثور عليها أمام السجون يشتبه في كونها عناصر غير مصرية وقد تكون منتمية لحركة حماس المستفيدة من الهجوم علي السجون وهو ما يثبت تورط حمساوية في الهجوم علي السجون. وأضاف اللواء أنور ان اللواء محمد البطران، رئيس مباحث قطاع السجون لم يقتل في سجن الفيوم كما يقول البعض لكنه بحكم وظيفته كان عليه أولاً وفي الأساس أن يقوم بزيارة السجون التي يتم اقتحامها بالمنطقة المركزية بالقاهرة وكان أقرب سجون للقاهرة سجون المرج وأبو زعبل ووادي النطرون فهل يعقل أن يترك هذه السجون ويذهب إلي سجن القطا بالفيوم وبالتالي- والكلام للواء أنور- فإنه إما قتل أمام سجن أبو زعبل أو سجن وادي النطرون. بصمات حماس أما اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات السابق فيقول ان هناك تعاوناً كبيراً بين حركة حماس والإخوان من أجل إثارة الفوضي خلال أيام الثورة في مصر موضحاً ان عناصر حماس لا يستطيعون الوصول إلي القاهرة بمفردهم دون مساعدة من الإخوان. وقال ان ما حدث في اقتحام السجون هو حشد إخواني وتنفيذ حمساوي موضحاً ان بصمات حماس تظهر بوضوح شديد في كل الأحداث السياسية التي شهدتها مصر خلال الفترة الأخيرة وبالإضافة لذلك فإنه لا يمكن الفصل بين حماس وبين الجماعات الجهادية الموجودة في سيناء في ظل وجود الأنفاق بين سيناءوغزة. ويشير رشاد إلي أن تنظيم الإسلام السياسي في العالم هو تنظيم رأسي يقوده مرشد الإخوان المسلمين في مصر. قائمة أمنية أما القيادي الجهادي نبيل نعيم فقال ان هناك قائمة بالأسماء المتورطة باقتحام السجون لدي الجهات الأمنية المصرية وتضم عدداً من أفراد حركة حماس متورطين في فتح السجون خلال الثورة. مضيفاً ان العمليات الإرهابية التي شهدتها سيناء قبل الثورة سواء أحداث طابا أو دهب أو شرم الشيخ التي وقعت بين عامي 2004 و2005 كان يقودها خالد مساعد الذي بدأ حياته منتمياً إلي جماعة الجهاد وقتل في اشتباك مع الأمن عام 2005 وقبضت الشرطة المصرية بعد مقتله علي حوالي 4000 شخص حينها ووضعوا في السجون مضيفاً ان سجني أبو زعبل والمرج تم اقتحامهما أثناء أحداث الثورة بمساعدة حماس التي كانت متحالفة مع حزب الله لتهريب عناصره بسجن المرج وهو ما عرفناه من أحد الإخوة الذي كان له ابن قتل في تلك الأحداث وتم استخدام العرب من بلبيس ومجموعة منهم ذهبت إلي السجن لتنفيذ هذه العملية. وتابع: تم الاستيلاء علي بلدوزرات شركة أبو زعبل للتعدين واستخدموها في هدم بوابات السجن وأسواره لتهريب مجموعات حزب الله ومن هربوا عبروا الأنفاق لغزة والتقوا بمجموعات تكفيرية مثلهم وبعناصر من ألوية صلاح الدين وتعاونوا معاً في تنفيذ عملية تهريب هؤلاء المسجونين. وقال ان المجموعات التكفيرية تتعاون مع مجموعات في غزة في تفجير خطوط الغاز وهي أيضاً المسئولة عن بقية أحداث العنف التي وقعت مؤخراً في سيناء وعندما دخل الجيش وتحكم في الأنفاق لم نعد نسمع عن مثل هذه الأحداث ويؤكد نعيم ان هذه المجموعات التكفيرية ضعيفة ستنتهي لأنها تحمل أسباب موتها بداخلها.