اخبار مصر أكد الدكتور عمار علي حسن، الباحث في الحركات الإسلامية، أن تيار الإسلام السياسي في مصر وتونس فشل في تحقيق مطالب الشارع في البلدين، ما أدى إلى تحول الشارع إلى معارضتهم ورفضهم. وأرجع حسن ل"الوطن" معارضة الشارع لتيار الإسلام السياسي إلى أن "الطليعة الثورية في مصر وتونس لم يكن بين صفوفها هذا التيار خلال عملية إسقاط النظام، لذلك هناك إحساس من قبل القوى الثورية بأن هناك عملية نصب سياسي حدثت متمثلة في صعود هذا التيار الذي لم يشارك في الثورات، بل وأحياناً كان يتواطأ ضدها مثلما حدث في مصر في أكثر من موقف، إلى جانب الوعود الزائفة التي أطلقتها قيادات الحزبين في مصر وتونس بالانتصار للثورة، والتي ثبت زيفها عند وصولهم للحكم وتبين أنهم لا يخضعون إلا لمشروعهم الخاص، كما أنهم فشلوا في الاستجابة إلى مطالب الشارع، إضافة إلى نظرة التعالي التي يتعاملون بها مع التيارات السياسية الأخرى". وأضاف عمار علي حسن "الشارع اعتقد أن الأفكار المعتدلة والوسطية هي التي تسيطر على حزب النهضة في تونس وحزب الحرية والعدالة في مصر، لذلك كان يدعمهم، لكن ما ظهر أن هذه الأحزاب يسيطر عليها أفكار متشددة". واعتبر حسن أن الأنظمة في البلدين سقطت أخلاقيا وأن سقوطها السياسي قادم، وتابع "هذه الأنظمة سقطت أخلاقياً وهي غير قادرة إيجاد حلول لمشاكل الواقع، لذلك هي تعتمد على الحلول الأمنية، والسقوط لا يكون فقط عن طريق الشارع ولكنه أيضاَ يمكن أن يكون انقلاباً داخل القصر نفسه، أو في أحسن الحالات عن طريق الانتخابات المقبلة التي لا أعتقد أن يحصل فيها حزب النهضة في تونس أو الإخوان في مصر على نفس النجاح الذي قد حصلا عليه من قبل". وذكر حسن أن الظروف في البلدين متقاربة وأنهما يتأثران ببعضهما سياسياً، مضيفا "المشاكل متقاربة إلى حد ما في البلدين، وإن كنا مثلاً نجد وعي أكبر في الشارع التونسي مقارنة بالشارع المصري، فمثلاً تجد مظاهرات في تونس تنادي بإصلاح التعليم، وهذا لم يحدث في مصر، كما أن قيام الثورة المصرية بعد الثورة التونسية مباشرة وتأثراً بها، جعل تحركات الشارعين تتأثر ببعضها، فكثير من الجرأة والقوة التي اكتسبتها التيارات المدنية في مصر في معارضة الإخوان كانت تأثراً بجرأة المعارضة المدنية في تونس، كما أن الحراك السياسي في مصر أثر على تونس أيضاَ".