وقفة احتجاجية تنادى ب«لا لأخونة الإعلام» يقابلها اعتصام يرفع شعار «نعم لتطهير الإعلام»، هكذا المشهد من أمام اتحاد الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو إلى مدينة الإنتاج الإعلامى بمدينة 6 أكتوبر، ففى الوقت الذى نادت فيه القوى الثورية وبعض العاملين فى ماسبيرو بوقف أخونة إعلام الدولة، جاء الرد من حركة «حازمون» التى حاصرت مدينة الإنتاج الإعلامى بشعارات تنادى بتطهير الإعلام. تظاهرات عديدة ووقفات منددة بممارسات الإعلام الوطنى.. نظمتها قوى مدنية وثورية على مدار الفترة المنقضية من حكم الإسلاميين بعد انتخابات الرئاسة، وقبلها فى حقبة «المرحلة الانتقالية» قبل مجىء الإخوان إلى كرسى الرئاسة، التهمة الموجهة إلى الإعلام الوطنى هى التضييق على المعارضة وتلميع النظام الحاكم وتغييب الحقيقة، على الوجه الآخر شن الإسلاميون هجومهم على القنوات الفضائية بمدينة الإنتاج الإعلامى، بتهمة «الفلولية» والتضليل وإخفاء الحقيقة وتزعّم خطة إجهاض التجربة الإسلامية وإجهاض الثورة - حسب وصف الإسلاميين المهاجمين للإعلام الخاص. الإعلام الوطنى والخاص يسير فى أدائه المهنى، وزير الإعلام ينفى الميل للإخوان، والعاملون بالفضائيات يؤكدون حيادهم، الشاشة الإخبارية باتت بين سندان القوى الثورية ومطرقة الإسلاميين، فالحصار يعوق حريته والتهديد بالاقتحام والمقاطعة -كما قال «حازمون»- يضيق عليه ويعرضه لمخاطر المصادرة على التعبير، «كلمة محايد دى صعبة» يقولها الدكتور عصام فرج، الخبير الإعلامى، مؤكداً «مفيش إعلام فى الدنيا محايد حتى الإعلام الوطنى»، موضحاً أن كل محطة أو قناة تحكمها مصالح وسياسة تناسب توجهها الفكرى. «أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة» يقول إن ما يحدث أمام ماسبيرو ومدينة الإنتاج الإعلامى رأى جمهورى مطروح لا بد من احترامه «افتراض سوء النية والإهمال لكلام الناس أكبر خطأ من وسائل الإعلام»، يضيف «فرج» أن مشاكل الإعلام التى يعانى منها الجمهور لا تحل إلا بالحوار مع أبناء الإعلام والقائمين عليه «الإسلاميين شايفين إن القنوات الخاصة غير محايدة ومظلومين وبرضو الثوار معترضين على بعض المصطلحات والتصرفات»، مؤكداً أن الحل يكمن فى احترام رأى الجمهور ودراسته بشكل جيد.