النموذج الأمثل لأفلام البطولة الجماعية تتمثل مؤخرا بفيلم سلفستر ستالوني The Expendables 2 فى جزئه الثاني والذى حظى بباقة من ألمع نجوم أفلام الحركة والأكشن في هوليوود في فيلم واحد.. فمن خلاله نرى الممثل «تيري كروز» و«بروس ويليز» والنجم «فان دام» والنجم «أرنولد شوارزنجر» مع المخرج «سايمون ويست». لقد استقبل الجمهور الجزء الاول من الفيلم عام 2010 بحفاوة وحقق 274 مليون دولار.. فهل الجزء الثانى سيتجاوز هذا الرقم للمشاركة غير العادية للنجوم العالمين. خاصة أنه لن يتجاوز نمطية الأداء المعتادة في أفلام «ستالوني» فنحن أمام فريق من المرتزقة الاقوياء مكلفين بمحاربة مجموعة ارهابيين بمشاركة مميزة من أبرز نجم أفلام الحركة والأكشن في هوليوود. وبسلسلة من المشاهد الخطرة التى تكتم الانفاس فى محاولة لجعل الجزء الثاني مختلفا وتبدأ الاحداث في «بورما» بقيام فرقة «سلفستر ستالونى» ومجموعة من الابطال الجدد «ليام هيمسورث» والممثلة الصينية «نان يو» التي تجسد دور «ماجي» ويقومون بقتل كل من يعاديهم. في الجزء الثانى أصبحت الحكاية أكثر حبكة وبها توليفة درامية مثيرة فنرى «بروس ويلز» يرسل «ستالوني» وفريقه لشرق أوروبا للحصول على صفقة سلاح نووي، فيتعرضون لكمين بقيادة «فان دام»، فيكون القرار بالانتقام بكل الوسائل، التى تجعلك تلهث وراء متابعة الأحداث بمشاركة نجوم أفلام الحركة «تشاك نوريس» مع فريق «ستالوني»، اما النجم «أرنولد شوارزنجر» فيزيد دوره عن الجزء الأول، مع النجم «بروس ويلز» والجميع ضد النجم «فان دام» واستطاع مخرج الفيلم «سايمون ويست» السيطرة على اداء النجوم بمقدرة فائقة تؤكد على قدراته على مخرج مالك لأدواته الفنية. الفيلم يؤكد بأسلوب غير مباشر على ان المخابرات الأمريكية ضعيفة لدرجة أنها استعانت بالمرتزقة لتنفيذ بعض العمليات مع التطرق الى وجود منطقتين مشتعلتين الاولى خليج عدن المسيطر عليه الصوماليون ويهاجمونهم لتحرير بعض الأسر ولكن هذا الجزء لم ينل القدر الأكبر من الأحداث كما حدث مع المنطقة الثانية فى الكاريبى والمسيطر عليها أحد المنشقين عن جهاز المخابرات الامريكى والمتعاون مع حاكمها للاستيلاء على ثروتها التى من المفروض أن يسيطر عليها الأمريكان ويكون الحل فى طلب التخلص منهما عن طريق المرتزقة أنه فيلم يكشف بصورة أو بأخرى المخابرات الأمريكية ودورها وهذا ما شاهدناه سابقا فى فيلمى «أڤاتار» وفيلم «ميل جيبسون»، «حافة الظلام» وكل واحد فيهم بطريقته. أنت فى هذا العمل أمام سيناريو حمله صانعوه مشاهد ذات سرعة فائقة تعتدى فى بعض الأحيان على المعنى المراد توصيله ولكنه يخدم تلك النوعية من الأعمال التى يستمتع محبوها بأكبر قدر من الأكشن, وبالطبع ظل المشاهد بعيدا عن الرتم المعتاد فى الأفلام ولاهثا بين المشاهد ولكنه فجأة يقع ضحية حوار طويل نسبيا وجمل تقريرية عند المواجهة بين قائد المرتزقة والعميل السابق في الكاريبي, والجميل فى هذا العمل هو اهتمامه بتفاصيل سينمائية تعطيه قدرا من الجمال ومنها الإضاءة ولقد كان مدير التصوير موفقا الى حد كبير فى استغلال التلاعب بها خاصة فى مشهد الغبار وأعتقد ان جمال الصورة كان من ضمن عوامل نجاح الفيلم الى جانب الإيقاع المتناغم مع حركة ابطال الفيلم من عظماء الأكشن فى العالم. ونفس الشيء بالنسبة للموسيقى التصويرية. لقد استطاع هذا العمل امتاع الفنانين أنفسهم وليس المشاهد لأن وجود مجموعة من النجوم فى بلاتوه واحد يدعو للتجويد والمنافسة الفنية التى تصب فى النهاية لصالح العمل الفنى خاصة أنه الإنتاج الأضخم والأكثر إثارة على الإطلاق فى الآونة الأخيرة، وهو يدفعك دفعا لمشاهدته أكثر من مرة، الى جانب انه عمل أتاح مساحة جيدة للمشاعر والعواطف الى جانب الأكشن. ولأن الإقبال الجماهيرى كان مبشرا فهناك أخبار عن بدء التحضيرات للجزء الثالث من الفيلم, ومن المنتظر تصويره فى يونيو من العام القادم.