استمرارا لكشف الدولة الأمريكية تقدم هوليوود فيلما جديدا يخترق المؤسسة الأمنية في أمريكا الممثلة في جهاز الاستخبارات. والمكلف بتحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية للنظام الأمريكي,التي تشمل رؤيته بقاء الولاياتالمتحدة الدولة الأولي في العالم بالسيطرة والهيمنة الاقتصادية ومن ثم السياسية علي الموارد الحيوية في العالم, وعلي الدول المهمة استراتيجيا. فالفيلم, المعروض حاليا في أمريكا ودول العالم قوة الدمار بطولة وتأليف وإخراج سلفستر ستالوني, ويشارك في بطولته جاسون ستيت هام, وجيت لي, ويظهر كل من بروس ويلز وارنولد شوارزنجر كضيوف شرف, يتناول ضعف المؤسسة الأمريكية سياسيا باستعانة جهاز مخابراتها برجال المرتزقة لتنفيذ مهمات في العديد من دول العالم, ولعل الفيلم ألقي الضوء علي منطقتين يشهدا اضطرابا في الوقت الحالي الأولي خليج عدن ومايشهده من تدهور بسبب القراصنة الصوماليين اللذين هاجمهم المرتزقة لتحرير بعض الأسري والثانية منطقة الكاريبي التي نالت الجزء الأكبر من الأحداث نظرا لتعقد الأمور بها بسبب سيطرة احد رجال المخابرات الأمريكية المنشقين عن الجهاز علي ثروات احدي الجزر برشوة حاكمها والتي كانت تذهب إلي الولاياتالمتحدة, ومن ثم طلب الجهاز من المرتزقة تصفية العميل السابق والحاكم لتعود الولاية مرة أخري إلي أمريكا.ان مايحدث في المنطقة الثانية يحدث في الصومال من الدولة العظمي حماية لمصالحها في شبه الجزيرة العربية وإفريقيا, والسيطرة علي أهم المناطق البحرية حيوية في العالم, وكأن لسان حال الفيلم يقول تشابه الوقائع واختلاف الأماكن ومايحدث سيناريو مكرر وسيتكرر. رغم اعتماد الفيلم علي العنف والحركة كما هو معهود في أفلام سلفستر, إلا أن هذا العمل يعتبر محملا ببعد فكري متفق تماما مع الأكشن الموجود إلا أن السيناريو بقفزاته السريعة أفقدت جزءا من هذا البعد للاستعاضة عن بعض التفاصيل بجمل تقريرية كما في مشهد المواجهة بين قائد المرتزقة والعميل السابق في الكاريبي, لكن يبقي أن الفيلم في اخراجه ومونتاجه وموسيقاه وتصويره جاء بايقاع متناسق فيما بينها لم يخل بجماليات الصورة فنيا, ولعبت الاضاءة دورا بارزا أظهرت تمكن مدير التصوير من رؤيته خاصة في المشاهد التي اعتمد فيها علي الظل والنور بتدرج شديد الحساسية ومشاهد الغبار, إلي جانب استخدامه الجديد للفلتر التي اصبغت بعض المشاهد بألوان مثل البني.يحتل هذا الفيلم المرتبة الثالثة هذا العام من قائمة الأفلام التي تكشف كواليس السياسة الأمريكية من خلال أجهزتها الأمنية بعد فيلمي افاتار وحافة الظلام لميل جبسون.. إذ هل ما قدمته السينما الأمريكية في تسعة أشهر يعتبر بداية لتغير الواقع الأمريكي كما هو معهود من هوليوود وقراءتها للواقع الذي يتحقق بعد فترة؟